د أكرم الجبوري
انّ المقابلة التي أجرتها الجزيرة القطرية مع السيد ناجي صبري قدمت ما كان ناقصا لاثبات وجود شبهات عميقة حوله وبإرتباطه بالمخابرات الامريكية. ومن بين اهم النقاط التي سجلت عليه في هذه المقابلة ضمن برنامج “الجانب الآخر” التي بثتها الجزيرة يوم امس، تاكيد الحديثي مرارا اثناء هذه المقابلة وفي مقابلات سابقة بانه مختلف عن النظام الوطني لأنه مهني وليس حزبيا في ممارسته للوظيفة، وهذا الادعاء هدفه ليس الا لكسب رضا الامريكيين وغيرهم.
ما ذكره غير صحيح اطلاقا لأنه كان ضعيفا تماما ولم يظهر اي اعتراض او خلاف مع الحزب او مع الدولة. ومحاولاته الفاشلة في اظهار ان خلافاته مع الشهيد طارق عزيز وصلت الى طريق مسدود، وإدعاء انه كان على واحد منهما ان يغادر، فهذا ادعاء خطير وكذب ما بعده كذب. ناجي صبري كان مجرد محرر في الجريدة او رئيس قسم ،فكيف يمكن ان يدعي بان حضوره ودوره موازٍ لدور رئيس التحرير وهو القيادي في الحزب ايضا؟، بينما ناجي مجرد عضو عادي في الحزب ومحرر او مدير قسم.
ان هذا الادعاء المتكرر في كل مقابلاته المدفوعة يعبر عن عقدة نقص بارزه وواضحه يحاول ان يغطيها بمحاولة مساواة نفسه بالشهيد طارق عزيز، ولكن هيهات.
ومن الاشياء الخطيرة التي اعترف بها وكان يحاول اخفائها رغم انه صارح كثيرين بها، هي قناعته بان ما سمي بحادثة قاعة الخلد اكاذيب ملفقة، وكان يتهم قياده الحزب وبالذات القائد الشهيد صدام حسين بارتكاب جرائم لا مبرر لها، وهذا امر خطير جدا يكشف تماما ما كان يخفيه عن الاخرين لاغراض اصبحت معروفة الان.
فلم يقل هذا الكلام الا المرتد والمعادي للحزب وقيادته .
كما انه قال كلمة ايضا مهمة وهي “ان قرار فصله من الحزب لا يهمه بل يهمه وجوده كموظف بالدوله لانه مهني..”، وكان كما يدعي انه على تناقض تام مع خط الحزب المطبق على الدولة ومؤسساتها خصوصا الاعلامية منها ، وهذا إدعاء اخر كاذب، لأن وجوده في الاعلام مشروط بتنفيذه للخطة الاعلامية واخفاء رأيه الشخصي ان كان لديه رايا شخصيا.
ثم كرر ناجي صبري الادعاء بخلافه مع القياده، فلم يكتفِ بادعاء انه اختلف مع الشهيد طارق عزيز بل ذهب الى انه اختلف ايضا مع الشهيد لطيف نصيف جاسم وكلاهما اعضاء قيادة قطرية وينفذان مخطط القياده.
بمعنى اخر ،ان ناجي الحديثي يريد ان يقول للاخرين إنه كان ضد القيادة اثناء حكم الحزب ومن داخل التركيبة الاعلامية ، ولذلك يُطرح سؤال مهم لمن يوجه ناجي الحديثي رسائله المتكررة في كل مقابلاته؟؟
إنه يتزين للامريكيين ويدّعي انه كان مهنيا فقط وان حزبيته كانت ثانوية ومفروضة عليه، وقد نشأ في بيئه بعثيه ولذلك تأثر بها.
ولكنه في نفس الوقت يكرر رفضه لخط الحزب في الدولة وفي الاعلام والدبلوماسية ويحاول ان ينسب لنفسه انجازات اسطورية كاذبة ويجرد مَن سبقه خصوصا كبير الدبلوماسيين العرب طارق عزيز ويجعله فاشلا.
ناجي الحديثي ادعى مرارا انه غيّر وزارة الخارجية وانقذ العراق!!! متجاهلا حقيقه معروفه وهي ان الوزير ينفذ السياسة والتعليمات ولا يصنع التعليمات والقرارات بنفسه خصوصا في وزاره الخارجيه.
وهذه كذبة وقحة اوصلته الى حد الفجور.
ناجي الحديثي يكرر اتهامات الغرب وغير الغرب من انظمة عربية عميلة بأن عدم انسحاب العراق من الكويت اعطى مبررات الهجوم الثلاثيني واصدار قرارات جائرة ضد العراق من الامم المتحدة!
لا بد أن غروره انساه وهو العارف تماما بكل التفاصيل بأن العراق اظهر استعداده للانسحاب من الكويت وربط الانسحاب بتطبيق القرارات الخاصة بالعراق وفلسطين معا وهذا امر معروف للعيان، ومع ذلك فقد قرر العراق الانسحاب وليس كما ادعى.
ولكن امريكا لم تكن تريد للعراق ان ينسحب لسبب بسيط وهو ان قرار تدمير العراق متخذ قبل ازمه الكويت وهذا امر اصبح واضحا.
لذلك فان كل من يحمل العراق المسؤوليه ويتهمه بارتكاب اخطاء انما يتجاهل الاصل وهو وجود مخطط امريكي صهيوني لتدمير العراق حتى لو كان سلوك حكام العراق سلوك ملائكه لا يخطئون ابدا.
إن السؤال المهم الذي يطرح نفسه الان لما اختير هذا الوقت بالذات لظهور ناجي الحديثي؟ هل لاعطاء انطباع بانه سيكون مسؤولا في الترتيب القادم في العراق؟ هل هو رئيس وزراء؟ هل هو وزير خارجية؟ هل هو رئيس جمهورية؟
هذه الاسئلة هي التي اُريد ان تثار من قبل من قرر ان يظهر ناجي الحديثي في هذه المقابلة وفي هذا الظرف الحساس بالذات للايحاء بأن البعث وراء مايجري، وبالتالي تحشيد انصار الحزب والمتعاطفين معه مع هذا التوجه الذي لم يخرج حتى الان عن اطار لعبة عض الاصابع بين امريكا وايران، بدليل ان امريكا سلمت يوم امس حقل نفطي في دير الزور لايران رسميا وقبلها ببضعة ايام اطلقت سراح ستة ارهابيين ايرانيين حكموا في المحاكم الامريكية، وهذا امر غريب لم يحصل سابقا لان امريكا متمسكة بمبدأ عدم اطلاق سراح المحكومين مهما كانت الظروف الضاغطة على امريكا صعبة.
ولأول مره تطلق امريكا سراح ارهابيين وتفرج 6 مليارات دولار كانت في البنوك الكورية اضافه للسماح بتحويل مبالغ مليارات من الدولارات من العراق الى ايران!!!
فهل من يريد الاقدام على حرب مع ايران يقوم بتقديم كل تلك التسهيلات شبه المجانية لايران على طبق من ذهب ويمد لها حبل الانقاذ بعد ان وصلت في غوصها في المستنقع الى حد الرقبة؟
و السؤال الاخر المتعلق بنفس الموضوع، وهو، لماذا اختير ناجي الحديثي شخصيا ولماذا تم تجاهل كل المناضلين البعثيين الاعلاميين والمفكرين والسياسيين الذين كانوا يستضافون دائما في الفضائيات خصوصا” الجزيرة” و”العربية” وغيرهما ؟ لماذا تقتصر المقابلات مع ناجي الحديثي منذ سنوات؟ واخيرا وليس اخرا ان اللهجة التي تحدث بها عن امير قطر السابق والحالي واستخدامه نفس مصطلحات الموظفين القطريين حين يخاطبون اميرهم بالامير الوالد وهو ما يستخدمه ناجي الحديثي بكل احترام. ثم يختتم المقابلة بتوجيه الشكر لقطر وقيادة قطر وانجازات قطر!
وهذا يطرح سؤال أهم، وهو هل كانت قطر ملاكا في دعم العراق كل الدعم، ام كانت القاعدة التي انطلقت منها الطائرات والصواريخ الامريكية لدك العراق وتدميره ؟ وهل كانت قطر بعد انتهاء الحرب عنصرا ايجابيا في العراق وفي الوطن العربي ام استثمرت وسخرت كل ملياراتها (كما اعترف رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم شخصيا مرارا وتكرارا)، من اجل تدمير العراق وسوريا وغيرهما من الاقطار العربية؟
هل هذه قطر التي تستحق هذا الدعم من قبل ناجي الحديثي ولصالح من يكون هذا الموقف بهذه الطريقة؟؟؟
مصطفى كامل منذ سنة واحدة
الحملة القذرة التي تتعرض للدكتور ناجي صبري الحديثي تستهدف أولاً دولة العراق الوطنية وقائدها الرئيس صدام حسين الذي اختاره لمهمة وطنية صعبة في زمن بالغ الدقة، وحمّله أمانة الدفاع عن الوطن في معركة الدبلوماسية التي كان الرجل فيها على قدر المسؤولية التي عهد إليه الرئيس بها وباقتدار.
لفيف من عملاء ومتمردين ومنحرفين، بأسماء مستعارة مكشوفة لنا، يتعرضون لراية عراقية شامخة أبدعت في كل المواقع التي شغلتها ولم يسجّل عليها تقصير أو خلل أبدا.
أولئك هم محركو الحملة القذرة التي تعرضت لوزير خارجية العراق ناجي الحديثي، الذين غاظتهم محبة العراقيين لأبي محمد وفخرهم به.