بغداد- أبو زينب المحمداوي ” خاص لـ قريش”
تنتاب منذ أسبوع أوساط حزب الدعوة الإسلامية ” شيعي” موجة من السخط والغضب والاستياء على قرار زعيمه نوري المالكي في اناطة مقاليد الحزب في البرلمان العراقي بيد ياسر عبد صخيل المالكي زوج ابنته الصغرى حوراء. وبحسب عضو قديم في الدعوة محسوب على حيدر العبادي، فإن قيادات الدعوة في حدود سبعة عشر شخصا ومعهم ستون من الكادر المتقدم تلقوا صدمة كبيرة في اعلان المالكي ان كتلة دولة القانون في البرلمان ستكون تحت رئاسة ياسر صخيل، وهو ليس عضو تنظيميا في الدعوة في الأصل. وقال العضو القديم ان القيادات تشعر ان استفراد المالكي بقرارات الحزب تجاوزت كل الحدود وانه أفرغ الحزب من محتواه الحقيقي وتجاوز على مبادئه وثوابته من خلال إقرار مبدأ التوريث الذي يرفضه الحزب جملة وتفصيلاً.
ولفت العضو القديم وهو يتحدث لمراسل ” قريش” الى ان التجاوزات على أسس الحزب من المالكي قديمة جدا ، وانه بات علينا من الجرأة ووفق مبدأ الاصلاح ان نعترف انّ القيادات والكوادر كانوا ساكتين وغاضي النظر بسبب المناصب والوظائف والمكافآت والمقاولات والايفادات التي كان يوزعها المالكي في خلال ثماني سنوات من رئاسته الحكومة، وكذلك خوفا على صدارة حزب الدعوة للمشهد الشيعي في العراق لكن الوضع الآن اختلف جذريا .
وعن سبب يقظة قيادات الحزب اليوم، قال القيادي القديم: بصراحة، اعتبر ان الحزب في أوهن حالاته داخليا وفي علاقته مع الجمهور، وهناك تذمر كبير، لاسيما بعد فضيحة تسريب تسجيلات نوري المالكي وهو يهدد باجتياح النجف وقتل السيد مقتدى الصدر، لا ادري بمَن سيجتاح النجف؟ ، وهذا في الحقيقة شكل صدمة كبيرة في التنظيم وجعلنا نشعر ان ظهرنا مكشوف امام التيار الصدري الذي يتفوق عددا وإمكانات وانتشارا ومن الممكن ان يهدد امن الحزب وقياداته بسهولة. واستدرك قائلا ك ما مصلحتنا بفتح النار على الصدر في هذا التوقيت، لمصلحة منم. يعمل المالكي اليوم؟
امّا عن ياسر صخيل نفسه والتطور الأخير فقال القيادي السابق ان المسألة قديمة في التعامل مع هذا الشخص الذي لا يرتبط بالتنظيم الا من خلال نوري المالكي نفسه كونه زوج ابنته المدللة وكانت القيادات الحزبية قد تعرضت للحرج منذ ان جرى تعيينه عضوا في لجنة التعليم العالي في البرلمان العراقي قبل سنوات وهو لا يمتلك شهادة الابتدائية، بالرغم من انه يدعي امتلاكه شهادة الإعدادية ، وحتى هذه الشهادة لا تجيز له ان يقرر سياسات التعليم العالي والجامعات ومراكز البحوث العلمية ويراقب اداءها.
واكد ان قيادات في شورى الحزب وبعض مسؤولي التنظيم اجتمعوا على مراحل في اكثر من منزل قيادي للتداول في امر مواجهة المالكي بالخروقات واخرها تعيين صخيل في هذا المنصب القيادي الا أن الجميع لم يجرؤ على ان يكون رأس الحربة فضلا عن انه لم يحصل هناك قرار جماعي، لذلك جرى تخفيف لهجة السخط عبر تسريب بيان عام باسم مجموعة من الدعاة تخلّصا من حرج القيادة، وهنا أورد لك نصه الكامل :
بسمه تعالى
– الاخ الأمين العام الحاج نوري المالكي
-الأخوة في القيادة
-الأخوة أعضاء شورى الدعوة
م/ رئاسة كتلة دولة القانون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
تم الإعلان عن رئاسة الاستاذ ياسر المالكي لكتلة دولة القانون في البرلمان ، الأمر الذي فاجأ الدعاة لأن الاستاذ ياسر ليس منتميا للدعوة على نحو الارتباط التنظيمي ، وأن حراك الدعاة النخبة قبل وبعد مؤتمر الحزب قبل الأخير هو إصلاح الدعوة من داخلها ، ولذا وقفنا مع هذا التوجه ، وبناء عليه صوتت شورى الدعوة على أن كتلة دولة القانون هي كتلة حزب الدعوة رسميا . ومع وافر الاحترام للأخ ياسر عبد صخيل المالكي ، لكنه لا يمثل الحزب ولا ينتمي اليه ، بل هو أمين عام حركة أخرى تسمى البشائر الشبابية ، فكيف يكون هو رئيس كتلة الحزب وممثله في العمل السياسي البرلماني ؟ ! ..
يتساءل الدعاة عن خلفية هذا القرار ، ومن الجهة التي تبنته ، هل هو الاخ الأمين العام أم القيادة أم هو قرار شورى الدعوة ؟ وماهي الأسباب الموجبة لهكذا قرار تدور حوله حزمة من الشبهات أقلها وأوضحها أن الاستاذ ياسر المالكي هو صهر الأمين العام للحزب الحاج نوري المالكي ، وهذه سابقة فريدة في تاريخ الحزب الذي ما انكفأ يثقف في أدبياته الدعاة على نبذ المناطقية والعائلية والتوريث في شؤون الحزب ، وما جرى يعد خرقا كبيرا لمتبنيات الحزب كما يعد مصادرة لقرار الشورى ان دولة القانون هي كتلة الحزب الرسمية .
الدعاة اليوم يتطلعون إلى إجابة مقنعة مدعمة بأسباب موضوعية غير ملتوية ، كي تتبدد الاخبار والتحليلات المنتشرة بأن حزب الدعوة الإسلامية دخل باب التوريث من أوسع أبوابه .
وفي الختام سلام …
جمع من الدعاة
عذراً التعليقات مغلقة