قصائد ..رقصة الأطلس
إدريس الملياني
شاعر من المغرب
1- رَقْصَةُ الْأَطْلَسِ
اِهْتَزَّتِ الْكُرَةُ
الْأَرْضِيَّةُ
الْقُبَّةُ
الْبَسِيطَةُ
ارْتَجَّتْ عَلَى كَتِفَيِّ
الْأَطْلَسِ الْجَبَلِيِّ
اهْتَزَّ وَارْتَجَّ
دَائِماً
وَلَمْ يَشْعُرْ
بِهِ أَحَدُ !
..
أَهَذِهِ الْهَزَّةُ الْأُولَى
الَّتِي حَدَثَتْ لَهَا
وَلَمْ يتأَثَّرْ
أبدا بها
وَلَمْ يَتَضَرَّرْ
مِثْلَهَا
الْجَبَلُ
الْأَكْبَرُ وَ الْأَوْسَطُ وَالْأَصْغَرُ
و الْبَحْرُ الْإِلَهُ الشِّبْلُ
وَالْأَسَدُ !
..
الْأَطْلَسُ الَبَعْلُ
رَبُّ أَسْرَةِ كَامِلَةٍ
حَامِلُ الْأَرْضِ عَلَى مَنْكِبَيْهِ
زَوْجُ غَايَا
إِلَهَةِ الطَّبِيعَةِ
أُمِّ الْهِيسْبِّيرِيدِيَاتِ
حَارِسَاتِ تُفَّاحَاتِهِنَّ الذَّهَبِيَّاتِ
قَدِ اخْتَطَفَهُنَّ هِرَقْلُ
ثُمَّ وَلَّى
هَارِباً مَعَهُ الْبَلَدُ !
..
فَكَيْفَ لَا يُرْغِي
وَ لَا يُزْبِدُ
وَهْوَ الْأَطْلَسُ الْجَبَلُ
الْبَحْرُ الْإِلَهُ الْأَمَازِيغِي
يَرَى أَرْبَابَهُ أَحْبَابَهُ قَتْلَى
يُسَاقُونَ حَكَايَا
لِتَنْوِيمِ وَتَخْوِيفِ
أَطْفَالٍ بِأَغْوَالٍ
وَغُولَاتٍ لِإِغْوَاءِ الرِّجَالِ
وَ لَا يَأْسَى وَلَا يَرْتَعِدُ!
..
مِنْ هَوْلِ مَا يَسْمَعُ عَنْ
آلِهَةِ الرُّعْبِ وَمَصَّاصِي الدِّمَاءِ
مِثْلِ لَامْيَا
وَأَغُورْزِيلَ وَتِيرْيِيلَ
وَلَا يَضْرِبُ بِالْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ
الْقُبَّةِ الْبَسِيطَةِ
الْأَرْضَ وَعُرْضَ الْبَحْرِ
وَالْحَائِطِ وَالْهَوَاءِ
وَالْكَفَّ بِالْكَفِّ
وَيَمْشِي رَاقِصاً يَتَّئِدُ !
2- أَمَزْمِيزُ قَبْلَ وَبَعْدَ قَلِيل
” هي ميتة واحدة خير من موت يتكرر”
محمد بشكار
أَمَزْمِيزُ قَبْلَ قَلِيلٍ
أَمَزْمِيزُ بَعْدَ قَلِيلِ
مَقَابِرُ مِنْ دُونِ مَوْتَى
وَمَوْتَى بِغَيْرِ قُبُورْ!
..
أَرَبُّ الْمَنَازِلِ
“أَوْحَلَهَا” بِالزَّلَازِلِ
أَمْ قَدَرٌ غَادِرٌ جَائِرٌ
وَقَضَاءٌ أَجِيرْ !
..
بُيُوتُكَ يَا رَبَّهَا
مَا ذَنْبُهَا
حَقَّ أمْ عَقَّ عَلَيْهَا الدَّمَارُ
وَبُؤْسُ الَمَصِيرْ!
..
وَمَا كُلُّ هَذَا الْحُطَامِ
قَدِ ارْتَدَّ إِلَى جَاهِلِيَاتِ
جِنَانِ الْخِيَامِ
وَمَقْصُورَاتِ وِلْدَانٍ وَحُورْ!
..
وَمَا ذَنْبُ هَذِي الُقُرَى الْآمِنَاتِ
الَّتِي لَا فَوَاحِشَ فِيهَا
وَلَا أَكَابِرَ مِنْ مُتْرَفِيهَا
يُمَرَّغُ أَنْفُهَا بِثَرَاهَا الْحَقِيرِ الْحَصِيرْ!
..
وَمَا هَؤُلائِكَ يَبْتَهِلُونَ إِلَى قَاتِلِيهَا
وَيَلْتَمِسُونَ الْعَدَالَةَ مِنْ مَلِكِ الْجِنِّ
شَمْهَرُوشَ الرَّجِيمِ الرَّحِيمِ بِمَوْتَاهَا
الْمُشَيَّعِينَ عَلَى ظُهُورِ الْحَمِيرْ!
..
وَسُبْحَانَهُ، انْفِجَارُ سَلْسَبِيلٍ
بِوَادٍ مِنَ الدَّمْ..عِ، لَمْ يَكُنْ
فِي أَمَزْمِيزَ قَبْلَ قَلِيلٍ
لِيَرْوِي أَمَزْمِيزَ بَعْدَ قَلِيلِ!
..
وَغُفْرَانَهُ، شُكْراً لَهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ
بِضَاعَتُهُ رُدَّتْ إِلَيْهِ
وَذَلِكَ مِثْلُ كَيْلِ وَحَمْلِ
بَعِيرٍ ثَقِيلٍ يَسِيرٍ عَسِيرْ!
11 سبتمبر/ أيلول 2023
3- قُبُورُ الْحَيَاةِ
– “اعلمُوا أنّ الله بَلاني. فأصرخ مِن جَوره ولا مِن مُجيب”!
– سفر أيوب 19-
– “ونبلوكم بالشرّ والخير فِتْنة” – الأنبياء 35-
خَمْسُونَ أَلْفاً
مِنْ قُبُورِ الْحَيَاةِ
وَثَلَاثَةُ آلَافٍ
مِنَ الْمَوْتَى فَقَطْ!
..
وَمِنَ الْبَهَائِمِ كُلِّهَا
لَمْ يَنْجُ مِنْ زِلْزَالِهَا
هَذَا سِوَى بَقَرَةٍ
وَعِجْلِهَا!
..
الْحَمْدُ لِلَّهِ
إِنَّا لَهُ وَإِلَيْهِ الرَّجْعَةْ
كَانَتْ صَلَاةُ الْعَشَاءِ الْأَخِيرِ
يَوْمَ الْجُمُعَةْ!
..
قَالَ إِمَامُ الْجَامِعِ الْجَبَلِيِّ:
أَيْنَمَا كُنْتَ
يُدْرِكُكَ الْمَوْتُ
وَلَمْ يُرَجِّعِ الْمُصَلُّونَ مَعَهْ!
..
مَنْ يُشَيِّعُ مَنْ
وَيُصَلِّي عَلَى
جَمِيعِ ضَحَايَا
الدَّوَاوِيرِ وَالزَّلْزَلَةْ!
..
هَلِ الرَّبُّ الْإِلَهُ
مَنْ حَوَّلَ الْعُرْسَ
إِلَى مَأْتَمٍ
فِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةْ!
..
قَالَتْ عَجُوزٌ :
هُوَّ الِّلي خْلَقْنَا
وْهُوَّ الِّلي رْزَقْنَا
وْهُوَّ الِّلي فَرَّقْنَا!
..
لَهُ الْأَمْرُ وَالْحَمْدُ
مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ
وَمَا لِمَا يُرِيدُ
سُبْحَانَهُ رَدُّ!
..
السَّلَامَةُ يَا رَبُّ
لُطْفَكَ
الْأَمْرُ وَالشُّكْرُ لِلَّهِ
إِنَّا لَهُ وَإِلَيْهِ!
..
الدُّعَاءُ عَلَى الضَّحَايَا الشُّهَدَاءِ
الشَّقَاءُ لِلْمُصَابِينَ
وَلِلْمَنْكُوبِينَ
الْعَزَاءُ وَالْعَرَاء!
..
حَتَّى لُوْ أُهْدِيَ لِي
الْبَيْتُ الْأَبْيَضْ
لَنْ أَتَخَلَّى عَنْ
رَائِحَةِ الْمَوْتِ وَالْأَرْضْ!
مَغْرِبِيٌّ وَيَفْتَخِرُ
نَعَمْ،
لَكِنْ، بِكَمْ،
وَمَنْ لَا هُوَّ مَغْرِبِيٌّ وَلَا بَشَرُ!
..
وَمَنْ تَضْرِبُهُ يَدُهُ وَ لَا يَبْكِي
وَمَنْ ذَا يُصِيبُهُ
رَبُّهُ بِمَا يَكْتُبُهُ
عَلَيْهِ وَلَا يَشْتَكِي!
..
وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا الْبَلَاءُ
مِنَ الرَّبِّ الْإِلَهِ
وَيُلْهِمُ الصَّبْرَ
وَالسَّلْوَى عَلَيْهِ!
_________________
-“إن الله إذا أحبّ عبدا ابتلاه” – حديث شريف.
– “مَن القدير حتى نعبده. وما فائدتنا أن نتوسل إليه” – سفر أيوب 19-
– ليت الإنسانَ يُعاقب اللهَ كما يعاقب الإنسانُ صاحبَهُ” – سفر أيوب 16-
– “أسيرُ شرقاً فلا أجد الله، وغرباً فلا أشعر به. أطلبه في الشمال فلا أراه وأميل إلى الجنوب فلا أبصره” _سفر أيوب 23-
4- الطَّبِيعَةُ شَرُّهَا الْبَشَرُ
مَغْرِبِيٌّ وَيَفْتَخِرُ
ابْدَأْ
بِرَأْسِكَ
كَمْ جَنَى عَلَيْكَ
بِمَا لَيْسَ
يُغْتَفَرُ!
..
مَغْرِبِيٌّ وَيْفْتَخِرُ
ارْبَأْ
بِنَفْسِكَ
يَا بُؤْسَ
مَا تَدَّعِيهِ
وَإِلَيْهِ تَفْتَقِرُ!
..
مَغْرِبِيٌّ وَيَفْتَخِرُ
اقْرَأْ
بِاسْمِ بُؤْسِكَ
يَا بُؤْسَ
مَا تَدْعُو إِلَيْهِ
وَعَلَيْكَ يَأْتَمِرُ!
..
مَغْرِبِيٌّ وَيَفْتَخِرُ
طَأْ
عَلَي كُلِّ سَامٍّ مِنَ الْأَرْضِ
إِلَّا الطَّبِيعَةَ لَا حِسَّ
لَهَا الطَّبِيعَةُ شَرُّهَا
الْبَشَرُ الْأَشِرُ !
القصائد خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
محمد صوف منذ سنة واحدة
شاعر يعيش للشعر بالشعر وفي الشعر .حياته قصيدة زهرية لا يتوقف صبيبها