من مرايا العدم
إسماعيل علالي
شاعر من المغرب
1
أَيْنَكُمْ …
يا رِفَاقَ الْغِيَابِ
و يَا نُدَمَاءَ الْأَلَمْ …؟ !
لا أَرَاكُمْ هُنَا أَوْ …
هُناكَ –فَقطْ- صُورَتي في مَرايا الْعَدَمْ … !
والْعَدَمْ ..
هو عِيدٌ مُصَابُ بِدَاءِ السَّأَمْ … !
هو ظِلُّ التَّجَلِّي وتَوْأَمُهُ
يَرْتَدِيهِ ويَخْلَعُهُ
يَشْتَهِيهِ و َ يَكْرَهُهُ
(مَعَهُ # ضِدُّهُ )
هُوَ هَذَا الْقِنَاعُ الَّذِي نَرْتَدِي
كَيْ نُخَبِّئَ فِيهِ مَلَامِحَنَا
وحَقِيقَتَنَا -عُنْوَةً-
كـَي تَعِيشَ أَكَـــا…ذِيبُنَا = وَ تَــــدُومَ الـــنّعــــَــمْ … !
2
…والنِّعَمْ
أُغْنِيَاتُ مَدِيحٍ مُهَرَّبَةٍ مِنْ دِيَارِ الرِّثَاءِ
ومِنْ خَلْفِ أَسْوَارِ سِجْنِ الْمِحَنْ…!
-يَا صَدَى نُطَفِ الْمَقْدِسِيِّ الْأَسِيرِ الْمُدَانِ بِحُبِّ الْوَطَنْ
عَلِّمُوا الْحَاكِمَ الْعَرَبِيَّ تَحَايَا الْوَفَاءِ لِرُوحِ الشَّهِيدِ = شَهِيدِ الْوَطَنْ… !
عَلِّمُوهُ “نَشِيدَ الْوَطَنْ”:
-وَاوُهُ… وِرْدُهُ
طَاؤُهُ …. طُهْرُهُ
نُونُهُ
( فَلَكٌ)
دَائِرِيُّ الْهُيَامِ كَعَيْنِ الْإِلَهِ…
بِهَا، يَهْتَدِي مَنْ أَضَاعَ الطَّرِيقَ، وعَادَ إِلَى حُضْنِكَ الْمُشْتَهَى يا ” وَطَنْ”
دَافِئٌ، حُضْنُكَ الْمُشْتَهَى يَا ” وَطَنْ”… !
3
يا رَفِيقَ الصِّبَا، والْخَرَفْ،
قَالَها –بَغْتَةً- وَ انْصَرَفْ…!
وَطَنِي= كِلْمَةٌ
زَلْزَلَتْ لُغَةَ الْقَلْبِ حَتَّى التَّلَفْ… !
-مَنْ أَنَا يَا رَفِيقَ الصِّبَا لِأُعَمِّدَ دَالَ الدِّلَالَةِ
أَوْ أَمْنَحَ اللَّفْظَ مَعْنًى جَدِيدًا يُحَرِّرُنَا مِنْ مَعَانِي الْغُزَاةِ الَّتِي
ضَيَّعَتْ حُلْمَنَا
سَرَقَتْ قُوتَنَا…أَرْضَنَا…غَدَنَا
حِينَ كُنَّا عَبِيدًا، وَ كَانَ الْغَرِيبُ يَعِيشُ حَيَاةَ التَّرَفْ.
(.)
قَالَهَا بَاكِيًا، وَ انْصَرَفْ… !
4
أَيْنَكَ الْآنَ يَا حَاضِرًا فِي الْغِيَابِ
ويَا قَسَمَ الْأَنْبِيَاءِ بِآيِ الْكِتَابِ
ومُعْجِزَةَ الْحُبِّ فِي قِصَصِ الْحَرْبِ، يَا…
شَهْوَةَ الْاِنْتِصَارِ الَّتِي نَبَتَتَ شَجَرًا مُزْهِرًا
فِي لَيَالِي الْحِصَارِ
وفي غَفْلَةٍ مِنْ عُيُونِ رُعَاةِ الدَّمَارِ الَّذِينَ أَسَالُوا
مِدَادَ عَذَارَى الْبَلَدْ(.)
أَيْنَكَ الْآنَ يا فَارِسا …
مَنَحَ الْأَبْرِيَاءَ جَوَازَ الرُّجُوعِ إِلَى ذَاتِهِمِ، وَ أَعَادَ لَهُمْ:
أَهْلَهُمْ، قُوتَهُمْ، أَرْضَهُمْ، حُلْمَهُمُ، غَدَهُمْ …
ثُمَّ سَارَ عَرِيسَ الْأَغَانِي الَّتِي
أَلْهَمَتْ شُعَرَاءَ الْبَلَدْ… !
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة