كتب المراسل السياسي لـ” قريش”
ما كادت طائرة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان تحط في مطار الدوحة حتى كان قراره في حل قوات الرد السريع يعلن في الاعلام ، ليكون خصمه العسكري والسياسي المعروف بلقب “حميدتي” خارج اية مظلة قانونية على ارض السودان ، وهذا يترتب عليه ايقاف صرف مرتبات جنود الرد السريع التي كانت ترد من مخصصات الدولة السودانية حتى عقب اندلاع القتال ، وبعد ذلك دخل البرهان في جلسة مباحثات رسمية بقصر لوسيل اليوم مع امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الذي استقبله بعد ان بلغ القتال في السودان مرحلة عدم القدرة على الحسم من الجانبين .
فيما قالت مصادر مطلعة لمراسل “ قريش” السياسي انّ البرهان تحدث عن الدعم الكبير الذي يتلقاه خصمه ” حميدتي” من الامارات العربية. وأضافت المصادر ان الوفد السوداني لمس حرص قطر على عدم الظهور في المشهد السوداني الا من خلال باب المساعدات الإنسانية والاغاثية، في اطار سياسة جديدة للدوحة تمارس فيها دور الوساطات وليس التدخل بعد اقفال صفحتها في هذا المجال منذ حرب سوريا الداخلية .
ولفتت المصادر الى ان البرهان كان يأمل في اللقاء ايصال رسالة الى الامريكان بشأن الضغط المطلوب ممارسته على الامارات لوقف دعمها لخصمة قائد الرد السريع، بعد ان اوضح البرهان للدوحة ان اي اجتماع تسوية وصلح مع حميدتي هو نوع من الوهم ولن يجدي نفعاً.
و في الاعلام الرسمي بالدوحة، ورد انه تم خلال الجلسة بين البرهان والامير بحث مختلف التطورات في السودان، حيث أطلع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الأمير على مستجدات الأوضاع والتحديات التي يواجهها السودان.
وجدد أمير قطر ، خلال الجلسة، التأكيد على موقف دولة قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات، وتطلعها إلى انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام، يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار، مثمنا في هذا الصدد الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان وفقا للديوان الأميري.
من جانبه عبر البرهان عن شكره وتقديره لسمو الأمير على موقف دولة قطر الداعم للسودان حكومة وشعباً، وبما يخدم الاستقرار والتنمية فيها. وبحسب مصدر مطلع فقد تعهد امير قطر بدفعة مالية كبيرة لتعزيز وضع البنك المركزي السوداني، وتمويل صفقات غذائية للسودان من وباب المنح الإنسانية.
كما تناولت الجلسة بحث سبل دعم وتنمية العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأحداث إقليميا ودوليا.
حضر جلسة المباحثات معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
كما حضرها الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري و عبدالله بن محمد الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة و علي بن أحمد الكواري وزير المالية والدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين.
ومن الجانب السوداني حضرها علي الصادق علي وزير الخارجية المكلف و الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل مدير عام جهاز المخابرات العامة، وعدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
عذراً التعليقات مغلقة