الأرض الموجعة .. رؤية للكاتب المغربي عبدالحميد جماهري

الأرض الموجعة .. رؤية للكاتب المغربي عبدالحميد جماهري

آخر تحديث : الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 8:30 مساءً


توجعنا الأرض، يساراً قليلاً جهة الكبد ويميناً قليلاً جهة القلب..

عبدالحميد جماهري

0 3 - قريش

شاعر وكاتب وإعلامي من المغرب 

توجعنا الأرض، يسارا قليلا جهة الكبد ويمينا قليلا جهة القلب.

توجعنا الأرض.

تقرح ملتهب من جهة غزة…

الأرض هناك، يساراً قليلا جهة الكبد ويمينا قليلاً جهة القلب

تقيَّحت..

الذين حررهم العدو من الحواس،

الموتى يحق لهم ان يسكنوها

الآخرون، أي ما يشبه الأحياء ،

ومن لا يحمل البندقية

عليهم أن يحفروا قبراً

أو يحاولوا إذا الأرض لم تمِدْ تحت أقدامهم

ولم تسقط السّماء ، كِسْفا من الرّصاص

وعليهم أن يطيروا!

أيّها النازح

لا أرض لك لتقيم فوقها المناحة،

لا أرض لك لتقيمَ

مثلك مثل ما علق بالرصيف من نعال وعلب كرتون وشالات ومناديل ورقية..

ما تحتها لك

وما بعده أيضا

فاسْتمر إلى الأمام

ثم استمر إلى الأمام مجدداً قد تجد قبراً يسعك مع العائلة.. في الطّابق الأرضي للأرض!

لا تهمك

نشرات الأخبار

يهم حدسك العربي، الذي ينجو من الموت!

=====

لم يكن خطأ الطاهر بنجلون، أن يصلي يوم سابع تشرين الأول/ أكتوبر«صلاة الغائب» على قضية عمرت قبله

وستعمر بعده ما شاء لها ميزان القوة أن تعمر ، بل لعل أكبر خطأ له هو في أن يعتمد مرجعية له وزيرَ حربٍ إسرائيلي، في وصف عناصر حماس!

أيها الروائي

أنت لم تتصفح فكرة رجل عاقل، عاشرَ الحق طويلاً

ولا فيلسوف جماليات جعل له إنجيلا شهيرا في باب الفرادة الانسية

أنت لم تستعر حتى حاسة أركيولوجي أعمى

أو فراسة شاعر جاهلي ، جعل النوق لُغةً البشرية

ولا أنت استعنت بخيال ابن المقفع وساويت بينك وبين الثعلب

واجتهدت في بلاغته في أن تجد شبيهاً للمقاتلين والقتلة وسط الذّئاب

لتعري عن دونيتهم في الوحشية ..

أنت عنونت نهايتك بما يليق بوزير وظيفته القتل غير الرّحيم في دولة احتلال !

وجعلت شيخاً لك في الوِرْد من يَرِدُ وادي الدماء

انت يا كاتبي المفضل في ليلة القدر،عطلت كل اشكال المقارنة بينك وبين.. الجندي الاسرائيلي!

أنا أعرف أن اللّحظة الابستيمية التي وضعتها فرنسا ماكرون لمن يعيش في ظلال عباءتها. تفرض نوعاً من التماهي لمن لا يريد أن يجرب الجرأة والاخلاص لما آمن به طويلا..

وأعرف بأن سلم النشوء عندك لم يعد يبدأ من فكرة داروين عن البشرية

لا يبدأ السلم بالحيوان

يبدأ بحماس..والدود وحيد الخلايا

ثم البشر من بعد تطور ملايير الأسابيع تحت القصف

القنابل تسعف الدود في أن يكون بشراً

بعد أن يموت موته الجماعي !

تحتاج التراجيديا إلى بنجلون الطاهر لكي لا تظل جارفة وقاسية

لا بد لها من بعض العبث لكي تصبح قابلة للعيش..

لكي تكون إنسانية بشكل ما..

===

( {.. أنظروا أن الرب أعطاكم السبت ـــ سفر الخروج )..

تشاء اعادة التقويم التاريخي، ان يصبح 11 أيلول/ شتنبر الاسرائيلي

هو يوم السبت 7 تشرين الأول / أكتوبر .

يوم السبت ، وهناك ما يشبه المتن التلمودي في تفسير الحرب: السبت هو يوم استراح الله إلى الأبد ،

ولعل الفلسطيني لم يخطئ فقط بأن هاجم الدولة الهيكل

لكنه ـ في ما يبدو ـ أقلق قيلولة الله في يوم راحته الأبدي…

تعلم الفلسطيني أنه سبحانه تعالى عم يصفون..

لا تأخذه سنة ولا نوم

لهذا أخطأ وأزعجه في سبته المستحق

بعد تعب الخلق!

كان قد مسه اللّعب

ولم يسمح للأرض بالاستلقاء..

هل ذهب الله إلى قيلولته عمدا عندما أَسْبتَ نتانياهو؟

ربما ربما

مثلما مثلما..

لكن في الخارج كان الفلسطيني الطفل الدائم يلعب بالأسلحة…!

لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ” ـــ سفر الخروج

والعصيان عقوبته الموت في التوراة

والمقاومة تشكيك في ما يريده الرب!

إذا أطلت هذا التداعي

في القداس والمقدس

في الصلاة :

الرب واحد و يحب المسلمين

والرب واحد و يحب اليهود

وعندما يتقاتلا يبدو الله كمن يصارع نفسه: لهذا أخرجوا من الكتب المقدسة إلى الوطن لنفهم القضية بلغات آدم …

وقد نزل إلى الأرض..

خاص لصحيفة قريش –  ملحق ثقافات وآداب – لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com