قصة قصيرة
الزلزال و زوال مكتبة/ذاكرة
د. عزيز القاديلي
كاتب من المغرب
فجأة و في مكان ما تحركت الأرض الهشة تحت بناية لمكتبة كبيرة تضم بداخلها كل أنواع الكتب و الصحف و الأوراق التراثية المتوارثة أبا عن جد. تحركت الأرض فتداعى كل شيء: الجدران و السواري و الأسقف و الرفوف، و اختلطت المخطوطات و الكتب بأوراقها و مجلداتها و أغلفتها مع الأتربة المليئة بغبار الأزمنة البائدة و الحاضرة، فامحت تلك المكتبة عن الوجود و غابت تحت الركام.
و حينما استيقظ أهل تلك البلدة بعد فاجعة الزلزال التي لم تتأثر لها إلا تلك البناية/المكتبة، شعر الناس أن شيئا ما ينقصهم، شعر الناس أن ذاكرتهم امحت و زالت، و أن ما تم تدوينه طيلة أزمنة متتالية قد خطفه العدم و أنهم يعيشون عراء من نوع آخر، أو أن ذاكرتهم عادت إلى عذريتها الأولى و أن كل الخطايا زالت، فاستوطنهم إحساس غريب: صفاء الأنفس و الروح و العقل، و أن بداية جديدة تنتظرهم من أجل إعادة إحياء ذاكرة جديدة صافية نقية.
القصة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة