بغداد -أبو زينب المحمداوي -خاص
طلبت المخابرات القطرية من مليشيا “ شيعية” موالية للحرس الثوري الإيراني تعمل في العراق التريث قليلا بسبب تطورات حرب غزة في إجراءات إتمام صفقة إطلاق سراح الروسية- الإسرائيلية المختطفة لدى المليشيا منذ عشرة شهور.
وبحسب مصدر عالي المستوى في بغداد، تحدث الى مراسل ” قريش” فان رئيس المخابرات القطرية الذي زار بغداد مرتين في اطار مفاوضات سرية نيابة عن الجانب الإسرائيلي لاتمام صفقة الافراج عن الروسية الإسرائيلية اليزابيث تسوركوف كان يخوض مفاوضات صعبة في بدايتها مع امين عام مليشيا كتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي والقيادي في الحشد الشعبي.
وبحسب المصدر فقد طلب الحميداوي عدم الكشف عن مبلغ الفدية المطلوب لإطلاق سراح المختطفة، وربط الافراج بدعم الفلسطينيين في غزة بوصفه موقفا لـ “المقاومة الإسلامية” في العراق. وقال المصدر انّ الحميداوي كان يتفاوض من دون حضور أي مسؤول عراقي رسمي او أمني واقتصر الحضور على ابنه زيد وشقيقه أوقد، لكن حكومة محمد شياع السوداني كانت على علم بالمفاوضات.
وقال المصدر ان المفاوضات كادت تفشل من جولتها الأولى بعد ان طلبت
كتائب حزب الله مبلغ 250 مليون دولار امريكي للإفراج عن المختطفة.
ويبدو ان المفاوض القطري استوعب درس الابتزاز الذي سبق ان تعرضت له الدوحة حين دفعت من دون استشارة خبراء في الشأن العراقي مبلغ مليار دولار امريكي لمليشيا حزب الله في سبيل اطلاق عدد من أبناء الاسرة الحاكمة في قطر اختطفوا في رحلة صد مرخصة رسميا من حكومة عادل عبد المهدي في البادية العراقية مع مرافقيهم من المخابرات العراقية.
فقد قال المفاوض القطري للحميداوي انه لا توجد جهة تدفع لكم هذا المبلغ الكبير لأنها مجرد باحثة وطالبة دكتوراه مدنية وليست مسؤولة حكومية، كما ان روسيا لا تهتم بشأنها وهي غارقة في حرب أوكرانيا، ولن تدفع دولارا واحدا، وامامكم فرصة واحدة هي تل أبيب التي تهتم بهذا الموضوع لأنها تحمل الجنسية الإسرائيلية
وانتهت الجولة الأولى بفشل واضح، وطلب رئيس المخابرات القطرية فترة للتداول
وعاد الى الدوحة ولم يتوصل الى اتفاق مع كتائب حزب الله، بعد ان قال لهم دعوني انهي الموضوع وأدفع لكم من “جيبي” 25 مليون دولار فقط, وهذا العرض رفضته المليشيا.
وكشف المصدر المطلع انه انطلقت في الدوحة مرحلة جديدة من المفاوضات المباشرة بين وفد اسرائيلي ووفد من مليشيا حزب الله نقلته طائرة قطرية خاصة من مطار بغداد الدولي الى الدوحة برئاسة أوقد محسن فرج الحميداوي الملقب ابو اوفة وهو الشقيق الاصغر لزعيم الكتائب ابوحسين الحميداوي الذي يدير عدة شركات سفر وهمية يفيد منها في تحويل الأموال الى ايران، ومنها شركة ارض المسل للسياحة والسفر وشركة فدك السياحية وشركات صيرفة في مختلف محافظات العراق, وهي شركات رسمية لدى الحكومة العراقية تمولها من خلال البنك المركزي العراقي، تبيع لها الدولار تحت سعر السوق.
وكان رئيس جهاز المخابرات القطري تعهد بعودة زعيم المليشيا سالماً الى العراق وحمايته بعد ان أثيرت مسألة احتمالية الخطف من الموساد الإسرائيلي.
جولة الدوحة نجحت تقريبا بعد ان نزل ابو اوفة في السعر المطلوب الى 100 مليون دولار لكن الجانب الإسرائيلي رفض العرض، وهنا تدخل رئيس المخابرات في التسوية خلال فترة وجيزة ، ثم
عاد وفد كتائب حزب الله الى العراق على متن طائرة قطرية خاصة
ومن بغداد ابلغ الحميداوي الوسيط القطري انه وافق على العرض القطري الجديد وهو 50 مليون دولار, بشرط عدم ذكر ذلك لوسائل الإعلام لأنها تؤثر على سمعة” المقاومة الاسلامية ” في العراق حسب قوله
عذراً التعليقات مغلقة