الجزائر – “قريش “
تشن الجزائر عبر صحافتها الرئيسية حملة ضد دولة الامارات العربية وتصفها بدولة “الخرابية غير المتحدة” كما تهاجم إسرائيل والمطبعين معها من العرب وتقارن بين الإرهاب الإسرائيلي والارهاب الفرنسي في التاريخ المظلم من الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي دام مائة واثنين وثلاثين سنة .
وجاء في صحيفة
“الخبر” الجزائرية ، المقال الاتي :
الامارات الترابية غير المتحدة
مؤامرة متعددة الأبعاد ضد الجزائر
صار الآن مؤكدا تغيير تسميتها إلى “الإمارات الخرابية غير المتحدة” عوضا عن الإمارات العربية المتحدة، وحسب مراقبين، فإن ما تفعله ضد من هم، من المفروض، أشقاؤها في العروبة والدين واللسان، من تدابير التخريب والمؤامرات الدنيئة للمساس بأمنهم واستقرارهم وسلامتهم، لا يجعل هذه الدولةتستحق أن تكون فعلا عربية مسلمة، ولا حتى شقيقة.
الإمارات الخرابية غير المتحدة التي تحولت إلى عاصمة لـ”التخلاط” في العالم، يركز حكامها الذين باعوا دينهم وكرامتهم في سوق العار السياسي، على استهداف الجزائر، بلد الثوار وقبلة الأحرار، في كل الأوقات وبكل الوسائل، مع التفنن في تنويع الأساليب القذرة التي تشبههم، وبالتحالف مع إخوانهم فيالخبث والخساسة والشيطنة والوساخة، على غرار المغرب والكيان الصهيوني واللواء القذر خليفة حفتر الذي انسلخ عن رجولته محتميا بقوى الشر في جحره.
وازدادت كراهية نظام دولة الإمارات الخرابية غير المتحدة ضد الجزائر، في الفترات الأخيرة، أكثر حدة وبلغت مستويات خطيرة قد تفضي إلى أبعاد لا تحمد عقباها، لاسيما مع إصرار العديد من المسؤولين الإماراتيين على مساعدة المغرب، قلبا وقالبا، ووقوفها إلى جانب نظام المخزن لإيذاء الجزائر بأيطريقة.
ولأن الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، التي تحقق استقرارا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا منقطع النظير وسط عالم منفلت، والمدافعة الشرسة عن القضايا العادلة، والمنتصرة للشعوب المضطهدة، فإنها ستشكل عقبة أمام دولة كـ”الإمارات الخرابية غير المتحدة” وشوكة في حلقها، لاسيما وأنها تقودعربة التطبيع. وحتى تكتمل صورة العداء والتكالب ضد الجزائر، فقد تحالفت مع المخزن، شريكها المخزي في الخراب.
وتشير معلومات إلى أن “الإمارات الخرابية غير المتحدة” قد انتقلت إلى السرعة القصوى في جعل الجزائر هدفا لمؤامراتها الدنيئة، في محاولة اللعب بأمنها واستقرارها، فاستعانت بالمخزن الذي عرض عليها وضع تحت تصرفها الإرهابيين المغاربة الذين حاربوا في صفوف تنظيم “داعش”، من خلالتجنيد 5750 عنصرا، بينهم 1150 ينشطون رسميا لصالح الاستخبارات المغربية، فيما ترعى تل أبيب، العاصمة المزعومة للكيان الصهيوني، عملية التنسيق بين الدولتين المخربتين، لأجل استهداف منشآت حساسة في جنوب الجزائر.
وانضم إلى محاولات التخريب والإفساد التي أصبحت علامة مسجلة باسم الإمارات والمغرب، اللواء خليفة حفتر رفقة ابنه الذي يقود عصابة لترويج المخدرات، من أجل إغراق الجزائر بالمهلوسات. مع العلم أن الجزائر أحبطت، في وقت سابق، إدخال ما يزيد عن مليونين و450 ألف قرص مهلوس إلى أراضيها، وباءت المحاولة بالفشل لتهريب مليون و700 ألف قرص.
وفي “الشروق” الجزائرية ورد هجوم قوي على إسرائيل وفرنسا وتطبيع الدول العربية مع تل ابيب، اذ تقول الصحيفة:
سرائيل” وفرنسا.. وجهان لإرهاب واحد!
يعتقد الكثير ممن يتابع الأوضاع المأساوية في قطاع غزة هذه الأيام أنّ الكيان الصهيوني قد بلغ من الوحشية مبلغًا غير مسبوق في تجربة الاستعمار الاستيطاني، لكن الناظر في صفحات التاريخ القريب سيقف على بشاعة أخرى من الإرهاب الذي لا مثيل له في الزمن المعاصر، وهي تلك المتعلقة بجرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر.
لقد قتل جيش الكيان في أقلّ من شهر، منذ 7 أكتوبر الجاري، قرابة 8000 آلاف شهيد من المدنيين العزّل، مخلفا صورا مروعة من المجازر والانتهاك الصارخ لكل مواثيق القانون الدولي الإنساني، بينما العالم الغربي المتدثر بشعارات الليبرالية والحداثة لا يتفرج فقط مكبّل اليدين، بل إنه يدعم الجريمة بالموقف السياسي والعتاد الحربي وما يزعمون أنه حق الدفاع عن النفس.
لكن عندما نستحضر ما اقترفته فرنسا اللعينة في الجزائر خلال قرن وثلث، نجده أكثر شناعة ودمويّة في أحداث 08 ماي 1945 مثلا، يوم أبادت 45 ألف شهيد جزائري أعزل، خرجوا في مظاهرات سلمية، للمطالبة باستقلال بلادهم بموجب وعد فرنسي كاذب في سياق الحرب الأوروبية الثانية، ولكم أن تقارنوا وتتخيلوا كيف تمكّن جيش الاحتلال الفرنسي الملعون من تصفية كل هذا العدد بدم بارد في ذلك الزمن؟ إذا كانت جريمة “إسرائيل” حاليّا لم تبلغ حتّى خمس الضحايا الجزائريين رغم كل الوحشية التي تمارسها الآن على قطاع يعدّ الأكثر كثافة سكانية عالميّا.
وفي جريمة الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، قتلت فرنسا 12 ألف جزائري من عموم المواطنين المتظاهرين بالعصيّ والفؤوس دعمًا لثورة التحرير.
ولا نريد الوقوف عند كل المحطات الإرهابية لجيش الاحتلال الفرنسي في بلادنا طيلة 132 عاما أباد خلالها وفق الإحصاءات التاريخية 6 ملايين جزائري، منهم 1.5 مليون شهيد في فترة الثورة التحريرية وحدها.
وإذا كان الجيش الصهيوني يقصف اليوم المناطق الآهلة بالمدنيين مستعملا كل الأسلحة الفتاكة في مواجهة أبرياء وأطفال ونساء، مسنودا من الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فإن فرنسا مارست بدعم قوات الحلف الأطلسي ما هو أشد وأنكى في الجزائر بقصف قرى بكاملها وحرق البشر داخل المغارات والكهوف وإبادة عائلات عن بكرة أبيها وعزل الجزائريين في محتشدات ونفي الآلاف منهم إلى بقاع شتى من العالم، من دون الحديث عن الجرائم الحضارية في حق الهوية والمقدسات الدينية والتجهيل.
عندما نبرز هذه المؤشرات للمقارنة، فليس أبدا بهدف التقليل من جريمة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولا التهوين من خطورة المشروع الصهيوني العالمي، بل ليفهم الآخرون والمستلبون من بني جلدتنا: لماذا نكنّ كلّ الكره لفرنسا البغيضة؟ مقابل الإصرار على تسوية ملف الذاكرة كشرط أساسي في التوجه نحو المستقبل، ولتدرك كذلك الأجيال الناشئة حجم التضحيات الجسام التي بذلها أسلافهم في سبيل الحرية والكرامة، حتّى يقدروا أمانة الوطن والاستقلال حق قدرها، ويحفظوا لجيل التحرير منزلته المقدسة، خاصة ونحن نعيش نفحات الذكرى التاسعة والستين لثورة نوفمبر المجيدة.
كما أن النظر بأثر رجعي لجرائم الاحتلال في الجزائر يفتح أمام أعيننا فهم مواقفها اليوم من ممارسات الكيان الصهيوني في فلسطين، لأنّ “إسرائيل” وفرنسا وجهان لإرهاب واحد في ميزان التاريخ.
عندما يجرؤ إيمانويل ماكرون بكل وقاحة على نعت المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب فما خالف أجداده الإرهابيين من قبل، فقد وسموا آباءنا المجاهدين بنفس الفرية وأطلقوا عليهم نعوت “الفلاقة” والمتمردين الخارجين على القانون، وذلك ديدنهم مع كل حر ثائر في وجه الاستعمار لاسترجاع أرضه المغصوبة، أي أن موقف باريس من القضية الفلسطينية لا يعدو أن يكون تغطية حمقاء على جرائمها التاريخيّة في الجزائر وعموم المستعمرات الأفريقية، إذ لا يمكنها إدانة نفسها بالوقوف مع الحق الفلسطيني والاصطفاف ضد الكيان الصهيوني.
بالمقابل، فإنّ الرؤية التاريخية لتجربة الجزائريين المريرة مع الاستعمار الفرنسي الاستيطاني تجدد يقين الفلسطينيين في جدوى المقاومة المسلحة كخيار وحيد لتحرير الوطن، مهما كانت كلفتها باهظة في تقديرات المرجفين، أمّا أوهام السلام والتطبيع برعاية أمريكا، حامية “إسرائيل” الأولى، فلا شك أنّها سراب، مصيرها ما تكبده الشعب الجزائري في 08 ماي 1945، حينما أمِل في مكافأة فرنسية نظير مشاركة أبنائه في تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني، وهو ما شكّل المنعرج الحاسم في مسار الحركة الوطنية الجزائرية بالتحول جذريّا نحو التحضير للعمل المسلح الشامل.
ومثلما ظلت القضية الجزائرية حيّة في وجدان الجزائريين، عبر المقاومات الشعبية، رغم الاختلال الصارخ في موازين القوى العسكرية والمادية، تتبنّاها أجيال النضال الوطني، إلى غاية اندلاع الثورة الكبرى في 1954 والتي مكنت من بلوغ شاطئ الحرية، فإن المقاومة الفلسطينية ستحرر الأرض عاجلا أو آجلا، باستنزاف الكيان الصهيوني وحلفائه الدوليين اقتصاديا وأمنيّا وعسكريّا، أو خلط أوراق المنطقة كلها بحرب إقليمية تعيد ترتيب الأوضاع بصورة مختلفة، وإن لم تنجح في ذلك قريبًا، فلا أقلّ من إحياء القضية في وجدان الأمة الاسلامية العربية وحمايتها من مخططات التصفية التي يراد تمريرها تحت عناوين كثيرة خلال السنوات الأخيرة.
عذراً التعليقات مغلقة