ثوابت عربية

آخر تحديث : الجمعة 24 نوفمبر 2023 - 3:04 مساءً
ثوابت عربية

عبدالحميد جماهري

كاتب واعلامي من المغرب

ستتوالى الحرب على شعب أعزل، ويسقط أطفال كُثْر جراء الهمجية الإسرائيلية..
وسيعود العرب إلى ما احترفوه من هواية!
سيتعودون الموت الجماعي، لشعب تحت المقصلة منذ 75 سنة، وسيعودون إلى إصدار البلاغات من فوق الشاشات التلفزية والقنوات ..
وسيعودون إلى البسوس والغبراء، التي يجيدونها منذ بداية التاريخ العربي المخجل..
لقد قتلت الهمجية الإسرائيلية والجنون اليمين الفاشستي ما يكفي ليجعل الموت فعلا معتادا في العالم..
وحدها سيدة تبكي الليل طوله للصور الفظيعة لأطفال بلا قبور
ويتجدد بكاؤها في الليل وتتضرع إلى لله :يا لله ها قلبي أخدود ممتد لهم
ها ضلوعي رمس!
وحده الإمام الشاعر يزمجر ويستغفر بعد نحيبه: أليس من حق من لم يمت ويرتقي إلى الجنة أن يعود إلى منازل لائقة بشيخوخة مرتقبة؟.
ثم يستغفر الله ولا يغلق الشاشة..
وفي العواصم العربية …
سيعود العرب إلى الحرب ضد بعضهم، بعد توقف اضطراري فرضته أسلحة غزة وهمجية معززة بآخر منتجات العقل الإلكتروني..
سيعود السودانيون إلى قتال بعضهم،
فالثابت أن يقتل السوداني السوداني، في أول وهلة وشبه هدنة يفرضها الإعلام؛
سيعود النظام العسكري الجزائري إلى ما يجيده.
ففي الحديث عن فلسطين، تبدو الأسلحة بدون كود ولاشيفرة غير قابلة للاستعمال ضد تساحال في الجيش الذي يقتل برا وجوا وبرا
لكن السلاح،وعندما يوجه شرقا، يبدو قريبا من اسمارة!
ويعود العسكر إلى ما يجيده: شحن الميليشيات المدفوعة الأجر،
وإلى مجاراة إيران في حروبها ضد المملكة
أما في فلسطين، فلاشيء يمكن فعله سوى الخطابة والفرار.. حتى مباراة فريق فلسطيني الذين مطرقوا بها العالم، لعبت فوق عشب ملاعب الكويت
ولم يقل تبون لشعبه لماذا لم يقبل اتحاد كرة القدم الآسيوية استضافته: هل كانت تبون والرجوب، رئيس اتحادية فلسطين لكرة القدم، لا يعرفان ذلك من قبل ؟
يسألني جاري المتشائم:إذا ذهب جيشنا للجبهة، من يضمن ألا يدخل عسكر الجزائر ومليشيات الانفصال الى السمارة التي قصفوها؟
من يحمينا من أشقائنا يا ترى؟
سيعود الليبيون إلى ما لم يحسموه بعد:حرب حقيقية وأخرى بالوكالة، نيابة عن دول عربية لا تعرف الحرب الأهلية في بلادها: مصر والإمارات …
سيعود السيسي الى بلاغته في الخطابة …
سيعود العرب إلي ما يفهمونه جيدا: توجس الأطياف اللبنانية من حزب لله وتوجس حزب لله من دولته.. فيقبلون العودة من جديد إلى سيناريوهات فوق الورق حول الحكومة في علم الغيب، وحول توازن الطوائف في أسهم البرلمان والحكومة..
ستواصل إيران ما تجيده: التقية!
وتتباهى بأنها تقود المقاومة لكنها تسارع في كل لحظة إلى تبرئة نفسها: تقسم بآل البيت بأن لا علاقة لها بما يفعله الحوثيون بسفن إسرائيلية، وقد كانت إلى أمس قريب تتباهى بأنها تضرب السعودية وتجعلها عاجزة عن ربح الحرب..
تعود إلى التقية من جديد: حماس هي امتداد الشيعة في حروب السنة ضد اليهود!
ولكنها تسارع إلى أن تخبرها بأنها لن تدخل الحرب باسمها!
سيعود العراق إلى طوائفه، وتونس إلى فُصحاها على لسان قيس السعيد بن الملوح..
هذه الأمة تجتمع، ويجلس الشقيق جنب شقيقه اللدود
ويحتاط منه أكثر مما يحتاط من يمين ديني يجدد للفاشية عقيدتها.
سيعود العرب إلى عروبتهم التي تعلمهم الاقتتال والكسل عن الحق..
مقال خاص لصحيفة قريش  – لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com