الرباط – قريش
حرب غزة التي يتصدرها عنف القصف الوحشي الاسرائيلي على المدنيين، اعادت الى الواجهة السياسية المغربية اكثر التنظيمات التي تواجه الحظر المشدد في المملكة ، وهي “جماعة العدل والاحسان الاسلامية” المحظورة ،كما اعادت التيارات الاسلامية التي انتكست بعد تجربة قيادة السلطة التنفيذية على نحو متعثر ومثير للنقد الشعبي ، وفي مقدمتها “حزب العدالة والتنمية “واذرعه التي تمثل منظمات نسائية وشبيبية وقطاعية مهنية التي تشارك في المسيرات
فيما يبدو ان السلطات المغربية “ترخي الحبل” لاستيعاب الاستياء العارم ضد التطبيع الذي تمارسه مع اسرائيل.
ولعل مسيرات طنجة الاحد الماضي كانت بداية رصد الظاهرة ، وكانت تاكيدا على عودة الاحتجاجات بطابع اسلامي في الوقت الذي تحاول أحزاب اليسار ان تسترد مواقعها بعد احباطات متتالية وفشلها في تدبير الشأن العام.
هناك مخاوف ان تنضم جماعة العدل والاحسان وحزب العدالة والتنمية في صفوف الاحتجاجات والاضرابات التي تشهدها المملكة المغربية بخصوص رفض النظام الاساسي الذي أقرته الحكومة ونشرتهبالجريدة الرسمية المتعلق برجال ونساء التعليم .
من جهة أخرى ، منذ اندلاع الحرب على غزة استغلت جماعة العدل والاحسان المحضورة موقع التواصل الاجتماعي اكس التويتر سابقا لنقل احتجاجات بالفيديو والصور التي تنقل تجمعات حاشدة وتنظيمامحكما واحيانا ترفع شعارات من قبيل ” خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود ” . كما نفذت وقفات بالرباط والدار البيضاء أمام القنصلية الامريكية والفرنسية .
وتجدر الاشارة ان الاحزاب الكلاسيكية وحتى ان نظمت وقفات احتجاجية فان أعدادها لا تتجاوز العشرات ، معتبرة أن لديها أجندات أخرى وظهرت تصريحات متناقضة تسائل انها لا تناصر جماعة حماسولكنها مع فلسطين هذا في الوقت الذي أعلن فيه منذ اندلاع العدوان الاسرائيلي على تأييدا لحماس وتضامن من طرف زعيم حزب العدالة والتنمية عبدالاله ابن كيران الذي بدوره استغل المناسبة ليستعيد مجدهالسياسي السابق من خلال بث مباشر لخطبه العصماء المناصرة للمقاومة ولحماس تحديدا بغزة.
ويتساءل مراقبون عن دور الاحزاب المغربية في ظل التضامن مع غزة في الوقت الذي اقتربت فيه كوادر وقيادات سياسية من سن التقاعد السياسي دون أن تفسح المجال لاطر جديدة تدير المرحلة السياسيةالمقبلة وبذلك لم تبدع في الشعارات ونوع الاحتجاجات ، لمناصرة الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، إلى جانب الدعوة إلى وقف التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
ومسيرة التضامن مع غزة من خلال ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي عبرت ان المشاركة فيها كانت من طرف جميع الاطياف والالوان السياسية ، لكن حضور تجمعات وتنظيمات إسلامية جعلت من المسيرةتتحول الى بؤرة الى تصفية حسابات وتوجيه تهم الى اعلاميين مغاربة ، وتوقف المتظاهرون أمام القنصلية الفرنسية في طنجة رافعين شعارات مناوئة لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤيدةلإسرائيل.
ومن تداعيات مسيرة طنجة التي أعادت الى الواجهة صورة الاحتجاجات والغضب الشعبي بعد ركود طال أمده منذ خروج حزب العدالة والتنمية من الحكومة حيث كانت طنجة تعتبر أحد القلاع الانتخابية للحزب.
وعلى إثر ما راج وتداول في مواقع التواصل الاجتماعي من بث ونقل مباشر ، أعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بيان لها الاثنين، إنها “اطلعت على مقطع من فيديو لمسيرة نظمت بطنجة تضامنا معالشعب الفلسطيني، يتضمن شعارات رفعت من مكبر صوت تحمل تهجما على الزميلين احمد الشرعي ورضوان الرمضاني، وتصفهما بعبارات تدخل في خانة التشهير والتحريض والكراهية”.
واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيانها التضامني أن “حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مكفولة لجميع الأطراف، ويجب حمايتها، ورفض اي انتهاك يطالها، سواء صدر الانتهاك من طرف السلطات، أو جهات سياسية، أو أفراد يستغلون وضعيات معينة للدعوة لتكميم الأفواه، تحت أي مسوغ كان”.
عذراً التعليقات مغلقة