جبار عبدالزهرة
– كاتب من العراق
دفعني الى كتابة هذه المقالة الموقف المتخاذل الذي تتبناه عصابات داعش والقاعدة وجبهة النصر من حرب غزة والعدوان الكارثي على اهل فلسطين من قبل امريكا والجيش الإسرائيلي فهو موقف عديم الأكتراث وذو صمت دونه صمت اهل القبور إن صح التعبير المجازي 0
وعليه أكتب قائلا :- يطلق بعض الناس وفق اهوائهم واصطفافاتهم الخاصة باهداف لهم على ما قامت به عصابات ذيول وزعانف داعش والقاعدة وعصابات اخرى متناغمة معها يطلقون على هذا العمل الأجرامي (الربيع العربي) الذي خلف الدمار والخراب وتمزيق البنية الإجتماعية للدول العربية التي جرى فيها مثل تونس وليبيا واخرى غيرها مثل سوريا التي تمكنت من الصمود بوجه هذه العصبات الإجرامية بمساعدة روسيا وإيران 0
إن الذي جرى في العام 2011م في بعض البلدان العربية من عمل مسلح لم يكن انتفاضة شعبية ولا ربيع عربي بقدر ما كان عمل اجرامي ، لأن الربيع تورق معه الأشجار وتتفتح الأزهار ويحل في اجوائه الجميلة السرور وجني الثمار وهذه من سمات فصل الربيع البيئي اما الربيع الثوري فياتي منه تحرير البلدان من ربقة الأنظمة الدكتاتورية الظالمة ونشر الحريات بمختلف اشكالها وغاياتها 0
وبالتالي فهو لم يكن عملا ثوريا ضد الأنظمة العربية المستبدة الظالمة بحثا عن الحقوق الإنسانية والتحرر من حبال العبودية بل كشف مساره على انه تمرد داخلي وعن الجهات التي قامت به على انها بشكل واضح وصريح مجموعات اجرامية اشبه ما تكون لا بل في حقيقتها هي إلاّ ذيول للقاعدة والنصرة وداعش حرَّكتها هذه الجهات الأرهابية والعصابات الأجرامية من اجل تخريب الأوضاع في بلدانها وتدمير نسق الحياة المستقر والآمن لشعوبها من اجل تحقيق اهدافها في القتل والنهب والصعود على اكتاف الناس من اجل السلطة والجاه والتحكم بالناس البسطاء وسطحيي العقول الذين هم كالانعام لا يعرف واحدهم لفرط بساطته سوى بطنه وشهوته 0
لقد كشفت حرب غزة المستمرة الى اليوم وعَّرت حقيقة هؤلاء الكذابين المزيفين الذي يتمشدقون بالانتصارللدين وحقوق الشعوب فالحرب هذه امامهم في غزة وليس هناك شعب اولى بالمساعدة والوقوف الى جانبه من اجل تحصيل حقوقه المشروعة في وطنه المنهوب منه اليوم وغدا احق بالدعم والوقوف الى جانبه من الشعب الفلسطيني الذي تربطهم به صلات الرحم والعقيد الأسلامية إن كانوا فعلا عربا ومسلميبن 0
ولقد دخلت الحرب في شهرها الثالث لم تحرك النصرة ولا داعش ولا القاعدة ساكنا لأطلاق اطلاقة واحدة من بندقية خفيفة نحو اسرائيل تضامنا مع غزة ولم يتحرك مقاتل واحد من هذه الفصائل الإجرامية لمساندة اهل غزة ولم نسمع ان القاعدة اوجبهة النصرة او عصابات داعش انها فجرت حزاما ناسفا او مفخخة ضد اسرائيل والداعمين لها كما فعلوها في العراق وسوريا واليمن وافغانستان والقائمة تطول وحصدوا فيها ارواح الأبرياء ، وحتى هذه الساعة هم مستمرون باعمالهم الإجرامية في هذه الدول وغيرها وخاصة في سيناء التي لا تبعد عن غزة سوى مسافة قليلة والتي قاموا فيها بعمليات ارهابية ضد المدنيين المصريين وضد وحدات الجيش المصري 0
هيا فليتحركوا نحو قطاع غزة فالطريق مفتوحة امامهم ويشتركون بالقتال الى جانب كتائب القسام ضد اسرائيل وانا اتحدى أية جهة منهم أن تتجرأ وتدعم حماس ولو باستنكار اعلامي على وسائل الاعلام او مواقع ومنصات التواصل الأجتماعي تشجب به عمليات القتل والقصف الجوي والمدفعي الأرضي في قطاع غزة والتي خلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وتسببت في كارثة انسانية وحشية وغير مسبوقة اضافة الى اكثر من 20 الف شهيد واكثر من 51الف جريح والدمار والخراب يعجز عن وصفه القلم وفق مشاعر صاحبه 0
القاعدة وجبهة النصرة وداعش وغيرها من عصابات الأجرام هي ادوات تتحكم بها امريكا فقط بما يخدم مصالحها وحلفائها في المنطقة ويعزز امكانيات نفوذها وما نسمع به ان امريكا قتلت هذا او اسرت ذك من قيادات هذه العصابات فهو كذب ومحض هراء واقوى دليل على ذلك تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قال فيه :- نحن لم نقتل اسامة بن لادن ولكن قتلنا شخصا آخر0
والأدهى من ذلك لديهم طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى لم يطلقوا طائرة مسيرة واحدة ولا صاروخ حتى ولو كان قصير المدى على اسرائيل فهم يتمشدقون بافواههم العفنة على أنهم مجاهدون يقاتلون الكفر حتى يكون الدين كله لله وامريكا واسرائيل مقيمة في قواميسهم الفكرية المنحرفة على انها بلدان كفر 0
لكنهم لم يقصدوها بطائرة مسيرة ولا بصاروخ كما يفعل الحوثيون في اليمن الذين عرقلوا الملاحة بين باب المندب وقناة السويس دعما لغزة وانتصارا لها وكان شرطهم لإيقاف تهديد الملاحة في البحرالأحمر هو إيقاف اطلاق النار في غزة والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إليها0
لا انسى هنا أن المجاهدين الكفرة الفجرة الكذابون المنافقون الفاسقون في القاعدة وداعش وجبهة النصرة انهم استغلوا اقامة الكلية الحربية السورية حفلة لتخرج دفعة جديدة للضباط فيها فاطلقوا على هذه الكلية الحربية طائرات مسيرة اثناء حفلة التخرج هذه المقامة فرحا وابتهاجا بتخرج الضباط الشباب وقتلوا اكثر من (100) شخص من هؤلاء الضباط وبعض المنتسبين فحوَّلوهم الى جثث هامدة وحوَّلوا فرحة اهلهم بهم الى حزن سرمدي وهم كلهم اناس ابرياء 0
وختاما داعش والقاعدة وجبهة النصرة كلها عصابات من المجرمين والقتلة المأجورين الذين باعوا انفسهم للدول الكبرى من اجل الحصول على المال والأكل والشرب واللهو واللعب وتحقيق اهداف الدول التي سيرتهم في تشويه سمعة الإسلام وتقبيح صورته وإظهاره بمظر عصابة قتل وتدميؤ وتخريب ولي دين اسلامية يتوخى الخير والمحلة والسعادة والأمان والحياة المستقرة ذات الرفاهية للبشرية جمعاء 0
عذراً التعليقات مغلقة