على سُلّم ريشتر
تورية لغريب
شاعرة من المغرب
أنهرُ اليد التي تحمل ساعة
تقيس وقتاً أنكره الشّعراء
وهم يتسلّقون أسوارَ اللغة العتيدة
ينفضون الغبار َعن البيان
في قصيدة
تصلُح أغنية للبسطاء
ها قد صرنا نعرف أسماء الدّواوير البعيدة
وطعم الفجيعة في بقايا العشاء الأخير
ندقّق في تفاصيل اللحظة الفارقة
في بقعة عالقة في التاريخ
أشعلت رماد القلوب وخبت
ها قد صرنا نعرف الآن
لون الطين من ثيابك المضمخة بالطهر
ورائحة الزعفران
شكل مآذنك المتصدعة
مقاس أحذيتك
وانزواء البراءة على الحصير المتآكل
كمخطوطة مهملة…
لا أفقه في سلاليم ريشتر
ولا أملك نسخة واضحة لمعالم الوطن
غير أن غضبة صاخبة من أمِّنا الأرض
عاندت رغبتي في البقاء
وأعادت الحياة لنقطة الصفر
في القرى البعيدة
تنهار البيوت بِرَجّة غاضبة
وفي المدن الصاخبة تنهار بقذيفة
رصاصها كلمات طائشة
وفوق خراب الأمكنة
تسيل عبرات رجل
ظن طويلا أنّ البكاء للنّساء
فجفّف دمعه خلسة
في ثنايا منديل مجعد من الذكريات
أو تحت شجرة لوز
لم تورق أزهارها بعد
هناك
تركتُ صبيا يتهجى اليتم فوق حبل الانفعالات الشاقة
تركتُ شيخا يجر الخطى بكثير من الهشاشة والضجر
إلى الخيمة المنصوبة في العراء
أو العدم
وهناك
تركتُ امرأة تبحث عن رائحة الحياة
تُراجع أحلامها بكثير من الفانتازيا والألم
لكننا سنعود
لنغسل المناديل المطرزة بصورة الموت
سنعود
لنملأ شقوق الحياة بقسوة القلوب المجعّدة
وسنعتب طويلا
على وطن لم تتسع رقعته للنجاة
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة