كيف جعل حزب العدالة والتنمية الناس يتبعونه؟

آخر تحديث : الخميس 14 ديسمبر 2023 - 9:13 مساءً
كيف جعل حزب العدالة والتنمية الناس يتبعونه؟

عبد العزيز شبراط

من غير المعقول أن ينسى كل مهتم ومتتبع للشأن السياسي ببلادنا المغرب، الجو العام الذي استطاع فيه حزب العدالة والتنمية أن يتصدر الصف الأول في الانتخابات التشريعية لسنة 2011 ، ومعلوم أن تلك الانتخابات كانت ببلادنا سابقة لأوانها، جراء الظروف الاجتماعية التي سادت في ذلك الوقت، بعد أن انطلقت الانتفاضات الشبابية في مجموعة من الدول العربية، ومن بينها طبعا بلادنا، كما جاءت أيضا بعد تعديل  دستوري تضمن مجموعة من الامور المتقدمة عن سابقه، ومعلوم أيضا أن تلك الانتفاضات و بزوغ حركة عشرين فبراير ببلادنا كانت نتيجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعاني منها الفئات الهشة ببلادنا، وكان أمل تلك الفئات، في من يخلصها من براثين الفقر و البطالة ومحاربة الفاسدين و المفسدين، كما كانوا يأملون أن تفرز الانتخابات نخبة سياسية جديدة بأيادٍ نقية بيضاء، تكون قادرة على محاربة اقتصاد الريع وفسح المجال أمام كل الطاقات الخلاقة دون تدخلات المحاسبة والزبونية، وما كان على حزب العدالة والتنمية إلا أن ينقض على الفرصة ويدخل المعترك الانتخابي ببرنامج محاوره المركزية، هي محاربة الفساد و قيام الديمقراطية في كل مناحي الحياة،والقضاء على المحاسبة والزبونية في التوظيف والحصول على الشغل، وهي شعارات انجذب اليها  الناخبون معتقدين أن الخلاص سيكون على أيدي هؤلاء الذين لهم مرجعية اسلامية.

 واعتقد الناخبون أن هذا الحزب سيطبق ما كان يقوم به الرسول محمد (صعم) مدافعا على الفقراء والضعفاء والحق، و على هذا الأساس توجه الناخبون الى صناديق الاقتراع وصوتوا للحزب الاسلامي معتقدين أنه سيخلصهم من معاناتهم، ويوفر لهم جوا ملائما للقضاء على البطالة، وعلى الظلم الممارس في حقهم من لدن الباطرون او الفاسدين، إذ ظل زعيمهم أنذاك يردد في كل خطاباته أثناء الحملة الانتخابية، أنه سيحارب التماسيح والعفاريت واقتصاد الريع، وكانت خطاباته كلها حماسية طالت حتى مستشاري صاحب الجلالة، فآمن الناس بهذا الخطاب وظنوا أن المغرب سيتغير بمجرد أن يقود هذا الحزب الاسلامي الحكومة، كما ظنوا أن زعيم هذا الحزب انسانا سيفعل ما يقول، وأن الخلاص مما يعيشونه سيحصل على أيدي هذا الزعيم، الذي ظل يردد ” غرغري أولا تغرغري” وخطابه الملغوم هذا استطاع توهيم عامة الناس أن الفرج قريب وأن ساعة الفساد ستحل بمجرد امتلاكهم مقاليد تسيير الشأن العام للبلاد.

 ووعد أن المرتشين سيختفون، لكن هذا الحزب ذو المرجعية الاسلامية بمجرد توليه تسيير شؤون البلاد، زور برنامجه الانتخابي بين عشية وضحاها وبدأ في ممارسة عكس ماكان ينادي به، وبعدما حرر مجال المحروقات ليعبث فيه مالكو الشركات، زور القرآن الكريم وادعى أنه ينص على الآجر مقابل العمل،وبدأ باقتطاع من أجر المضربين في الوقت الذي كان ضد هذا الاجراء أيام تخندقه في صفوف المعارضة، واتضح أنه جاء لتحسين أوضاع المنتسبين اليه كما عبر عن ذلك زعيمهم في إحدى اجتماعاتهم وما زال يوتيوب يحتفظ بذلك الخطاب والاعتراف الى يومنا هذا،ولا اعتقد أن المغاربة نسوا ذلك، كما زور معظم منتسبيه مبادئهم، فمنهم من أقلع عن الارشاد والوعظ وشرع لنفسه ممارسة الزنا العلني بجانب الوادي،حيث قالت صاحبة المقولة المشهورة الموجه لبنات المدارس : “إياكن أن تنفردن بزملائكن في المدارس، فإنالعين تزني واليد باللمس تزني و و و”  ولم تستحيي لتبرر تواجدها مع أحد شيوخ العوض والارشاد في وضعية مخلة، أنها فقط كانت تساعد الشيخ على القذف، فيما ادعى هو أنه على وشك الزواج بها، ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل استمر الى رموز هذا الحزب،فمنهم من طلق زوجات  من ازواجهن لصالحهم، ومنهم مَن سمح في زوجته أم أبنائه ليتزوج بشابة،أو بمدلكته، ومنهم من خلعالحجاب واعتنق حرية مدينة الانوار بجانب المطحنة الحمراء ” le moulin rouge” أما كبيرهم فزور مفهوم العدالة الى منطق “أناوبعدي الطوفان”، إذ مكن ابنته من وظيفة بأجر مرتفع، و خاطب الفقراء بقوله أن الوظيفة العمومية غير قادرة على استيعاب كل الخريجين، كما استطاع توفير منحة لابنه لمتابعة دراسته بالخارج على حساب من يستحقونها من الفقراء، ويمكننا أن نعدد كل التزويرالذي مارسه حزب العدالة والتنمية بمجرد اعتلائه سدة التسيير، ولعل أبرز تزوير قام به هذا الحزب، هو ما أقدم عليه كبيرهم ليستفيدمن معاش ضخم دون حق.

إن أكبر تزوير عرفه المجال السياسي ببلادنا هو ما قام به حزب العدالة والتنمية، فعوض أن يحارب الفساد والمفسدين، فضل أنيصبح منهم، وهكذا أصبح كل منتسبيه أثرياء جدد بالبلاد، وأصبح كل منهم يمتلك فيلات بالملايير، بعدما كانوا لا يتوفرون حتى علىشقق تأويهم، وانقلبوا على شباب الانتفاضة الذين وفروا لهم الظروف الملائمة التي ساعدتهم ووفرت لهم الجو للوصول الى  للحكم،فخنقوهم بما أسموه التوظيف بالتعاقد.

كاتب من المغرب

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com