من ادب المهجر
في البدء ..كانت كوردستان
بدل رفو
غراتس \ النمسا
بلادي..
عبقت بمواسم العشق
في ليالي الغربة الطويلة،
بإنتماءات عطر النرجس لمروجك ،
ولهفات العشاق لنيران نوروز ،
وهي تودع الخريف وفضاءات تساقط أوراقها .
يذوبُ ثلج جبالك يا بلادي في جداول الصمت..
وها أنا في الغربة افترش ملاحمك واساطيرك حكايات،
من وراء البحار في دروب الرحلات ..
مغتسلة ببراءة اطفال الكورد بعيدا عن سياط
جمرات الازمات .
بلادي..
ستبقى الشرايين والدماء عامرة بترابك
رغم ضجيج الحروب واحتضارات الزمن..
سنسيرُ طويلاً واِن هجرتنا وانكرتنا الفصول ،
فستظلين رغم الداء والفراق
طوفاناً يجرف أسراب الجراد والفساد وغيمات الزيف.. !!
*** ***
أيا أيها الشاعر..
قلبك عامر بصلوات تراب كوردستان ..
بتراتيل الاُمهات على شواطئ الكبرياء
رغم الريح العاتية ،
بنبضات جبال الكورد شامخة
رغم التضاريس.
فما أحلاكِ يا كوردستان ..
وأنتِ عبق الدنيا وقنديل المغتربين
في أمسيات تشرين،
نبراسٌ لأمنياتنا وضحكاتنا وينابيعنا وخطواتنا صوب المجهول ..
رغم الهوس والهذيان وسيف الغدر يلاحقنا،
يا لهول الدنيا في تخوم حلمنا
كي تبتر شرايين نوروز.. !!
*** ***
في البدء.. كانت كوردستان
كان الحلم في مرايا تعكس وتحمل أوجاع الكورد ،
أغصان ثورة دمٍ في ساحات النضال
رغم الضغائن والاصفاد والاحقاد ،
نكتب أشعارنا ونُطرّز كلماتنا
من شدة دهشتنا بنضالات الأجداد ..
نذرف دموعاً ساخنة ونشحذُ القصائد لقلوب الجماهير..
نمطر زهراً وشعراً وحلماً ابدا.. !
أيا أيتها الارض البوار ..
الم تشبعي من دماء الكورد .. ؟
وأنتَ أيها التاريخ ..
ألا يرتد بين يديك النحيلتين إنفراجٌ لحلم الكورد ؟
والحزن يُلملم الوجع الليلكي ..
ربما يوماً ومن بعيد سينادي منادي التاريخ
سنحتفي بالمغتربين والعابرين
الى روح كتاب هرأته عاصفة الغربة !!
*** ***
آه يا كوردستان ..يا اُمنا الحزينة
فليحكم القاضي
بخطايا زمهرير شتاءنا
تحت أسوار العتمة وفي مملكة اللا عدالة
كوردستان ..يا جرحنا الاَزلي
على صفحات حقب الطغاة والطغيان
فأنتِ في قلبي
عامرةٌ بصلوات وتراتيل أمي !!
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة