قريش:
يتألق الشاعر العراقي عدنان الصائغ في ديوانه (سماء في خوذة) بطبعته الأوربية الأولى، الصادرة في 28 – 02 – 2024 عن دار ميزر للطباعة والنشر والتوزيع في السويد.
يكتب الصائغ عن الحروب ومآسيها وآلامها وكوارثها، عن تساقط الخوذ، عن الرماد الذي يغطّي المدن والروح، والذي يترك جروحاً عميقة في الانسان والوطن…
من هنا يمكن ان يقول المتابع لشعره انه يكتب عن “حربه ضد الحرب” ومن اجل لحظة خلاص .
(سقطتْ خُوذَةٌ…
فتلمّستُ في رئتي موضعَ الثقبِ منها
امتلأتْ راحتي بالرمادْ
سقطتْ خُوذَةٌ
فتلمّستُ في وطني موضعَ الثقبِ منه)
وقد عاش الشاعر مرارة التجربة وويلات الحرب، وخبر المعاناة والحرمان وموت الأصدقاء أمام عينيه وبين يديه…
ومن بين القذائف، والأسلاك الشائكة والألغام المتفجرة، من وسط المعارك العبثية، يرسلُ الشاعر همساته إلى العابرات الجميلات، إلى الياسمين والورود، إلى المدن والحافلات وإلى المطر والشجر والواجهات المضيئة:
(سأقولُ لكلِّ الشوارعِ: إنِّي أحبُّكِ
أهمسُ للعابراتِ الجميلاتِ فوق مرايا دمي المتكسّرِ:
إنِّي أحبُّكِ
للياسمينِ المشاغبِ،
للذكرياتِ على شُرفةِ القلبِ:
إنِّي أحبُّكِ
للمطرِ المتكاثفِ،
للواجهاتِ المضيئةِ،
للأرقِ المرِّ في قدحِ الليلِ،
للعُشْبِ،
للشجرِ المتلفّعِ بالخوفِ،
للقمرِ المتسكّعِ تحت جفونكِ:
إنِّي أحبُّكِ…)
ولا ينسى ان يكتب ويهمس إلى الحبيبة من موضعه في الجبهة:
(غرفةٌ موحشة
ورقٌ وذُبابْ
وبذلةُ حربٍ… عَلاها الترابْ)
من يقرأ هذه المجموعة الشعرية يجد كل قصائدها بجميع تفاصيلها تعلن عن صرختها ضد الحرب ومشعليها، وتنتصر للحب والإنسان والحياة! والصائغ بذلك يؤسس لقصائد الحب في فظاعات الحرب!
ويتميز شعر الصائغ بشفافيته، بلغته الثرة، بمعانيه البليغة، بتفاعله مع تفاصيل الحياة اليومية، ويزخر بالديناميكية والصور الشعرية المعبرة.
ومما يُذكر أن هذا الديوان كان قد صدر بطبعته الأولى قبل 36 عاماً في بغداد، خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية ..
عن الشاعر:
– ولد في مدينة الكوفة، العراق، عام 1955.
– غادر الصائغ العراق عام 1993، وعاش في عمان، و قليلا في بيروت، ثمَّ لجأ إلى السويد عام 1996 و أقام هناك حوالي 8 سنوات، ليستقرَّ منذ عام 2004 في لندن.
عذراً التعليقات مغلقة