لماذا الانزال الجوي ولديكم معبر رفح؟

آخر تحديث : السبت 2 مارس 2024 - 11:47 صباحًا
لماذا الانزال الجوي ولديكم معبر رفح؟

علي او عمو

Screenshot 2024 03 02 at 10.40.46 - قريش

كاتب من المغرب

اوردت وكالات الانباء

أنَّ “عملية إنزال جوي للمساعدات في غزة، شهدتها سماء القطاع اليوم، قامت بتنفيذها القوات الجوية المصرية بمشاركة كلّاً من الأردن والإمارات وقطر”.

و أضافَ نفس المصدر أنَّه “قامت القوات الجوية العربية، بإنزال المساعدات الضرورية لتخفيف معاناة سكان القطاع، بمشاركة مباشرة من الملك عبدالله الثاني ملك الأردن”.

كما قالت بأنَّ “القوات المسلحة المصرية قد أعلنت عن مشاركتها الفاعلة في هذه العملية الجوية المشتركة مع الإمارات وقطر وفرنسا والأردن”

و أَشارت إلى أنَّ “الإنزال الجوي للمساعدات في غزة قد تمَّ بِإسقاط المساعدات بشكل مباشر للسكان على ساحل غزة، من دون استخدام أجهزة توجيه للمظلات، مما اضطر الطائرات إلى التحليق على ارتفاعات منخفضة”..

• هذا يطرَح تَساؤُلاً كبيراً: “لماذا الإنزال الجوّي لِلمُساعدات و ليس مرورها عبر معبر رفح المِصري؟؟”..

• أَ يُعتبر هذا عَجزاً أمام التعنُّت الإسرائيلي، حيثُ قامَت إسرائيل بِفرض حصار خانق على القطاع و منْع عبور قوافل الإغاثة دون إذْنٍ و ترخيصٍ منها و وفق الشروط التي وَضعتها، مُنذ بِداية تَوغُّلِها البرّي؟.

• إنّ معبر رفح يَعُجّ بمِئات الشاحنات المُحمّلة بآلاف الأطنان من مُستلْزمات الحياة للشعب الفلسطينيّ في غزة، الذي يموتُ مَن تبَقّى منه حيّاً جوعاً و مَرَضاً، كان لِزماماً على “الدول الإسلاميّة و العربيّة”، في ظلّ الصمْت الأمريكيّ و الغربيّ المقصودِ، إزاء مُعاناة الشعب الفلسطينيّ في غزة، العمل على إدخالها من معبر رفح إلى جميع ربوع غزة، رَغماً عنْ أنفِ الاحتلال.. 

• لِلاشارة، فقد عجزتِ “الدول الإسلاميّة و العربيّة” من تنفيذ قرارات قِمّة الرياض، و خاصَّةً منها ما يتعلّق  بإدخال المُساعدات، في ظلّ القصف الإسرائيليّ اليوميّ لِجميع المناطق في القِطاع، بما في ذلك الممرّ البريّ “رفح-غزة” و لم تجرُؤ الدول المُشاركة في “القمة” من تحدّي الكيان الإسرائيليّ في إيصال المُساعدات عبر مَمرّ “رفح المصري”، فاللّجوء إلى المُساعدة الإنسانيّة عبر الجوّ تكون غالِباً، في حالة الكوارِث الطبيعيّة، مثل الفيضانات، و في حالة تراكُم الثّلوج، التي يستحيل معها إيصالها إلى المواطنين المنكوبين عن طريق البرّ.

 ف”الدول العربيّة و الإسلاميّة” تَكشِفُ للعالم  عن عجزها التامّ عن إنقاذ الشعب العربي المسلم في غزة من الإبادة الجماعيّة التي يتعرَّضُ لها: عشرات المِئات الآلاف من الشهداء و مِئات الآلاف من الجرحى بالإضافة إلى الحِصار المُطبق على الشعب، لا غذاء و لا ماء و لا دواء و لا وَقود.. هذه البلدان (العربيّة و المُسلِمة)، التي كان من المَفروض عليها لَجْم إسرائيل و أمريكا بِإِجبارِهما على الوقْف الفوري لهذه الجرائم الإنسانيّة، التي لمْ يشهد التاريخ لها مثيلاً، رَكَنت إلى زاوية الصمْت الرهيب و إلى السُّكون الكامل، مُكتفيَةً بالتنديدات و المُناشدات و الاستنكارات التي لا طائلَ و لا جدوى منها. عِلْماً أنّها تملِك وسائل عديدة لِلضّغط على أمريكا و إسرائيل لإرغامِهما على وَقْف هذه الحرب الشّعواء على شعبٍ أعزَل بريء و هذه الإبادة الجماعيّة اليوميّة للأطفال و النساء و العجَزة و المَرضى، و التّدمير الشّامل للبُنى التحتيّة للقطاع و التخريب الكامِل لمنازل المُواطنين الأبرياء… فالضّغوطات على الولايات المُتحدة الأمريكيّة و إسرائيل و الدول الغربية لِمَنعِها من الاستِمرار في جرائمها الفظيعة في غزة كثيرة و مُتنوّعة، فبِإمْكانها قَطع العلاقات الدبلوماسية  و سحب السُّفراء من هذه الدول المُشاركة في العدوان، و حَظر التبادُل التجاريّ معها، من تصدير و استيراد للبضائع و المُنتجات بكلّ أنواعها، و من أهمّ وسائل الرَّدْع:  مَنْع تصدير النّفط و الغاز الطبيعي إليها، و الذي تُعتبر دول الخليج من أكبر مُنتِجٍ لهما في العالم، إضافةً إلى سَحب اعترافها بإسرائيل كَ(دولة ذات سيادة) و فسخ جميع الاتفاقيات و المعاهدات المُوقّعة بينها و في مُقدّمتها (اتفاقية كامب ديفيد) التي أبرمَتها مصر و مُعاهدة (وادي عربة) مع الأردن و (اتفاقية أوسلو) مع منظمة التحرير الفلسطينيّة و (اتفاقية ابراهم).. و غيرها.

ليس المطلوب من “الدول الإسلاميّة و العربية” الزّجّ بِجيوشِها في حرب مُباشِرة مع إسرائيل لِمُسانَدة الشعب الفلسطينيّ، لأنّ ذلك من مُستحيل المُستحيلات، و لكنّ المطلوب منها فقط، استِخدام الوسائل المُتاحَة لدَيها، من أجلِ مَنع المَجازِر اليوميّة التي ترتَكِبُها إسرائيل في حقّ شعبٍ مُسلِمٍ عربيٍّ أعزَل، ذَنبُه الوحيد في ذلك أنّه شعبٌ مُحتَلَّةٌ أراضيه، مُنْذ، عشرات العُقود، و يُقاوِم من أجل استرجاعِها و إقامَة دولتِه المُستقِلَّة عليها، كَباقي دول العالَم.

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com