هُناك.. تئنُّ من فرط الوجع
حكمت بن عزيز
شاعرة من المغرب
وقفتْ في مهب العمر الهارب
على أرضٍ تئنُّ من فرط الوجع
حيث تُوأد الأماني عارية
على حافةِ أيامٍ ماضية
كمزهرية فوق رُفٍّ منسية
أو كصورة معلقة
على حائط ذكرى متلاشية
هناك…
تحت سماءِ الخريفِ الشاحبة
مع حَكايا ليست لها نهاية
تشبَّثتْ ببقايا لحظاتٍ تساقطت
كأوراقٍ خريفية
كطائر مكسور الجناح غادره سِربُه
لا شيءَ يؤنسه
لا شدوَ… لا ربيعَ
ولا غصنَ يُظلٌّه
هناك…
حيث الخَواء يعج بالذكريات
بصدى الكلمات
وشذى اللحظات
بين الأضلعِ قلبٌ كبيْتٍ مهجور
تناثرت بجنباته بقايا أثاثٍ
وأشلاءُ دُمًى مهملة بأركان الحجرات
وسَجَّادٌ مشتاقٌ لوقع الخطوات
و… انهَمَرتْ العَبَرات
هناك…
كتبَتْ بحبر السنين
قصة حسناءٍ ارادت تغيير وجه القضاء
قصة عشقٍ بين البحر والسماء
أنارت وجهه عند الشروق بالضياء
مسحت على عتمته بنور القمر
وأطفأت هَياجَه بدموع المطر
أسدلت ضفائرها
أسْبَلت جفونها
نثرت لآلِئها
له تزيَّنتْ…
وما نالت إلا بعدا
ووصالا مستحيلا
هناك…
تمضي بدرب الصبر
تائهةَ النظرات
تكتم الأنين
تخطو على أطراف الحنين
تُدنْدن بواقي كلماتٍ
ولحنٍ حزين
في استسلام تسير
صوب الرَّحيل
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
اللوحة للفنان المغربي الحروفي، مصطفى أجماع خص بها صحيفة قريش
عذراً التعليقات مغلقة