واشنطن- قريش : بغداد -ابو زينب المحمداوي:
في ظل أجواء سياسية متوترة، أكد رئيس تحالف دعم الدولة، “مرتضى الساعدي”، أن حركة “أنصار الله الأوفياء” وقائدها “حيدر الغراوي”، اللذين صنفتهما الإدارة الأمريكية في قائمة الإرهابيين العالميين، قدما دعماً ومساندةً جلية لحكومة السوداني، مشيراً إلى أن الغراوي قد عالج العديد من المشاكل التي واجهتها الحكومة بشجاعة وإقدام.
وبحسب المعلومات الموثوقة فإن الغراوي ابرز المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين للشباب الشيعة في انتفاضة تشرين. وهو الغراوي يعد الاكثر تشددا في تنفيذ التعليمات الايرانية في مهاجمة المصالح الامريكية الى درجة انه استمر بالهجمات بعد قرار طهران التهدئة في نهاية العام 2023 مما اضطر الحرس الثوري الى استدعائه الى طهران ومقابلة المرشد الاعلى علي خامنئي الذي طلب منه لمصالح عليا ان يلتزم بالتعليمات.
وتصريح الساعدي في التغريدة المنفلتة، وفق تحليلات، يورط شياع السوداني الذي بقي ساكتا ولم ينف تلك المعلومة الخطيرة، التي كشفت لواشنطن علاقته بالميلشيات الشيعية العاملة في العراق و التابعة للحرس الثوري الايراني..
ودعا الساعدي، حكومة شياع السوداني إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تتناسب مع إدراج أمريكا لحركة “أنصار الله الأوفياء” وزعيمها على لوائح الإرهاب، في خطوة تعكس استجابة فورية لتحديات التصنيف الأمريكي.
وكان حيدر الغراوي احد اذرع ابو مهدي المهندس والمعتمد الرئيسي للجنرال الايراني قاسم سليماني في العراق، بعد المهندس.
وعلقت السفيرة الأميركية، إلينا رومانوسكي، في تدوينة على منصة «إكس» بشأن وضع المليشيا على قائمة الارهاب، إن «تصنيف وزارة الخارجية الأميركية، حركة (أنصار الله الأوفياء) وقائدها، (منظمةً إرهابيةً) يؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الخبيث لإيران، والتهديدات التي تُشكّلها الميليشيات التابعة لطهران».
ورأى “معهد واشنطن” الاستراتيجي أن الحركة «أحد أهم الوكلاء العراقيين لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو يحرس الحدود السورية منذ فترة طويلة، وقد قتل متظاهرين عراقيين لإظهار ولائه».
اعتراف الساعدي يشير بوضوح إلى العلاقة الوثيقة بين حكومة شياع السوداني والمليشيات، مما يجعل هذا التصريح هدية ثمينة لواشنطن بحسب مراقبين في مراكز إسحاق امريكية، كدليل آخر يثبت العلاقة المتينة بين الحكومة والخارجين عن القانون والمصنفين على قائمة الارهاب، إلى جانب حزمة كبيرة الأدلة التي تمتلكها واشنطن حول هذا الارتباط والنفوذ الرئيسي للمليشيات التابعة لإيران على الحكومة.
تزامن قرار تصنيف الغراوي وحركته ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية مع خطاب تريسي جاكوبسون، المرشحة لمنصب السفيرة الأمريكية في بغداد، أمام الكونغرس الأمريكي، اذ ركزت بشكل لافت على النفوذ الإيراني في العراق والميليشيات التابعة لطهران.
وأعلنت جاكوبسون أنها ستعمل على تعزيز استقلال العراق، مما يعني أنها ترى العراق تابعاً لإيران، وهو تصريح يحمل في طياته إهانة واضحة للحكومة العراقية.
تشير التحليلات إلى أن جاكوبسون تُعتبر من السياسيين الأمريكيين الذين يرون أن حكومة السوداني هي حكومة مليشيات، مما يبرز الانقسام الداخلي والتأثير الخارجي على الساحة السياسية العراقية.
قرار تصنيف قائد ميليشيا عراقية تابعة لإيران كإرهابي عالمي، بالتزامن مع تصريحات جاكوبسون، من المتوقع أن يدفع الأوضاع إلى تصعيد أمني وعسكري داخل العراق، وهو أمر يعتمد بشكل كلي على إرادة واشنطن، وما إذا كانت ستقرر مواجهة النفوذ الإيراني في العراق بشكل مباشر، أو استخدام هذا الضغط كوسيلة لتجنب قصف مصالحها في البلاد.
يتوقع المراقبون في واشنطن أن تقوم السفيرة الأمريكية المرتقبة في بغداد، تريسي جاكوبسون، باتخاذ مبادرات حازمة تجاه الفصائل الموالية لإيران في العراق.
و من المرجح أن تركز جهودها على تقليص النفوذ الإيراني عبر دعم الحكومة العراقية لتعزيز استقلالها السياسي والأمني وفك ارتباطها بالفصائل عبر التهديد العسكري والمالي.
و بحسب المصادر في واشنطن فإن من الوارد أن تدفع السفيرة المرتقبة، باتجاه فرض عقوبات إضافية على القيادات والكيانات المرتبطة بإيران الداخلية والخارجية.
عذراً التعليقات مغلقة