عبق النفير
رمضان زيدان
شاعر من مصر
وثبَ الحجيجُ وكلُ شيء يصْدعُ
عند المناسكِ نُورهم يتطلّعُ
والكون تملؤهُ الأغاريد التي
راحت إلى عمق المسامع تُسْرعُ
بالفرحةِ الغنّاءِ تهفو حولنا
أسرابُ طيرٍ نبضهُ يتورّعُ
في مشهد النور الذي ملأ الدُنا
شهدَتْ به شمسُ العقيدة تسطعُ
والناس بين مكبرٍ ومهللٍ
كلٌ يلبي بالمحبةِ يتْرعُ
طافوا ببيت الله بهجة عُمْرِهم
شهدوا المقام مهابةً تتربّعُ
وعلى جبال النورِ نورٌ ساطعٌ
فوق الجبين قلائدٌ تترصّعُ
وبماءِ زمزم نفحةٌ فياضةٌ
سُقيا وكل المؤمنين تشبّعوا
ومن الإفاضةِ قد أفاضوا عَبْرةً
فيضُ المشاعر أمُةٌ تتجمّعُ
يومٌ على هام البرية فضلهُ
يوم الترابط ذو معاني تُطْبعُ
يوم التلاقي بالأخُوةِ نابضٌ
روحٌ إلى درب المعالي ترفعُ
عرفاتُ يومٌ بالإنابةِ وافرٌ
يعلو به قلبٌ يتوق ويهْجعُ
عرفات يومٌ للرجوع إلى الهدى
كلٌ يؤوب إلى الإله ويركعُ
نفضوا الذنوب ترَقْرقتْ عبراتهم
طُهراً تعود به السرائرُ أنْصعُ
عبقُ النفير قد استفاض فواحه
عطراً تملّكَ بالنفوس ويقْبعُ
وهناك كوكبةٌ تُناجي ربها
نحو السماء عيونهم تتضرّعُ
نحو السماء توجّهتْ دعواتهم
من كل قلب بالتُقى يتشَبّعُ
لاح العطاء بأرض مكة ثرةً
بين الشعاب عبيرهم يتضوّعُ
هدْيٌ يُساق توجهاً نحو التُقى
بذْلُ الرجالِ تلمَّستهُ طلائعُ
رؤيا الخليل تردّدتْ أصداؤها
سننٌ تُقام وللأنام تُشرّعُ
قُربانها ولدٌ نجيبٌ صابرٌ
مُثُلٌ تعود بشرعة تتلفّعُ
نزل الفداء بشارةً عُلويةً
والله يحمي من يُجيبُ ويَصْدعُ
رميُ الجِمار عزيمةٌ يبدو بها
ركنُ المعاصي بائدٌ يتصدّعُ
هَزْت قلوبَ المؤمنين مشاعرٌ
نحو العُلوِّ فضائلٌ تتفرّعُ
نحو الرجاء أما رأيت حنينهم
غيثاً تجود به العيون وتدمعُ
يوم الوداع جموعهم بكاءةٌ
حبٌ تملَّك روحهم يترفّعُ
عبراتهم سيلٌ يُخضّبُ في اللحى
دمعاً سخياً هادراً يتشفّعُ
طافوا الوداع مُسبِّحين وكبّروا
طافوا خشوعاً من قلوبٍ تولَعُ
أزِفَ الرحيل أما رأيت عيونهم
بين المناسك سيلها يتدافعُ
أزِفَ الرحيل إلى المدائن كرّةً
غفران ربي نفحةٌ تتوزّعُ
…..
zidaneramadan@gmail.com
عذراً التعليقات مغلقة