نجلاء لحبيبي .. لوحات وشجن سريالية وتفاصيل ذاكرة  

نجلاء لحبيبي .. لوحات وشجن سريالية وتفاصيل ذاكرة  

آخر تحديث : الإثنين 10 يونيو 2024 - 11:21 صباحًا
 عمل للفنانة نجلاء - قريش
???????

شمس الدين العوني – تونس

الفن ..هذه الأرجاء الفسيحة من الحلم المكلل بالرغبات حيث الذات في ترجمانها الملون بين تأويلات شتى وفق نظر بعين القلب ..هذه الذات المسافرة بكثير من عناء التقصد للقول بالابتكار و الذهاب بالأشياء و العناصر الى مناطق أخرى من دهشة و جمال الأحوال في عالم متسارع الأحداث مربك في ايقاعه الوجداني و الانساني..الفن هذا العالم المسائل لهذه الذات التي تقول بالامساك بدقائقه و لحظاته الباذخة لتحويل العالم الى مجال للنشيد و عبث الأطفال ببراءة الابداع و الفن و عطوره  و وفق عنوان من عناوينه و نعني هنا مثلا المجالات التشكيلية البصرية ..و حيث لا رغبات بينة أكبر من جعل المكان علبة تلوين ..

هكذا هي فكرة اللعب مع الألوان التي يحاولها الفنان ويحاورها نشدانا للكشف عن شواسع روحه و كينونته التي تحتشد بها الرؤى و التفاصيل و الذكريات فضلا عن طفولة مقيمة تفعل فعلها في الأشياء تعلي من شؤون و شجون التعاطي مع المادة و القماشة في ابحار بلا حدود مثقل بالتجليات و الارهاصات و المعاناة و ما به يسعد القلب بالنهاية ليحلق مثل فراشات من ذهب الأزمنة..انها متعة التلوين و الرسم تلقي بذات الفنان في أتون من الأحوال نحتا للقيمة و تأصيلا للكيان..و هكذا..

و من هذه الأكوان من الأحاسيس و الشواغل و الأحلام و القلق تجترح الذات الفنانة أشكال و مضامين و عناوين الأعمال الفنية التي هي بالنهاية ذلك الترجمان الجمالي لسردية مفتوحة على الزمان و المكان و منذ طفولة ترنو الى الآن الجميل في الأن و الهنا من خلال ما يرتسم منها و بها على القماشة من تشكيل لمعاني الدواخل القائلة بالمجد..مجد النظر للعمل الفني و قد استقام ممتلئا بجمال و قول بليغ و فسحة ملونة بل كقطعة من روح ذات منجزه ..

نمضي الى تجربة فنية و جمالية تخوض غمارها و منذ طفولتها القديمة و المقيمة بها الى اللحظة الراهنة و نعني الفنانة التشكيلية نجلاء الحبيبي التي هامت بالفن التشكيلي و منه الرسم و التلوين منذ عقود في كثير من الولع و الشغف فكأنما هي تتنفس الفن في هذا اليومي المتسارع في تداخل عناصره و أحداثه حيث ترى في ما ترسمه ضربا من التعافي و الخلاص المبين..الفن عندها حلم قديم و طفولة يانعة و بهاء ترغب قي بثه بالجهات لاسعاد الكائن في كثير من التعبيرية و الرمزية و التخييل..

نجلاء لحبيبي الفنانة التشكيلية تربت في جمال مدينة “آسفي “ الفاتن بالساحل و ألوانها الملائمة لروحها حيث كبرت في بيئة مثقفة و محبة للفن  كان غرامها بتشكيل المادة المتاحة لها بين يديها ،و قد أحبت فنونا أخرى مثل الموسيقى و الغناء.. تعانق القلم و بياض الأوراق لترسم عليها ما ينطبع بقلبها و ما تقترحه مخيلتها في اعجاب بهذا الهيام الذي يدفعها للرسم و التلوين و هي الطفلة التي لقيت رعاية كل ذلك من الوالدين و العائلة و البيئة الحاضنة لموهبتها هذه التي من خلالها تخيرت العزلة الجميلة لمزيد صقل الموهبة  التي نمت و تطورت للأجمل مع مرور السنوات حيث تخيرت في الجامعة ارضاء والديها الراغبين في ذهابها الى مجال العلم خلال مرحلة التعليم بالجامعة لعدم قرب المؤسسة التعليمية من مكان الاقامة  غير أنها لم تنقطع عن عشقها للرسم و مرافقة القلم و تخيرت فيما بعد مجالا قريبا من عشقها للفن و الرسم لتختار  اختارت ” تصميم الازياء ورسم الموديلات و عملت مصممة أزياء بعد الحصول على عديد الشهائد و من هناك قررت العودة للفن و الرسم منتصرة لذاتها التي شعرت أن بها فنانة و عاشقة مذهلة للألوان و التشكيل ..

و في رحلتها الفنية ضمن العلاقة بالقماشة تشبعت بتقنيات التلوين في تنوع لأعمالها التي لقيت اعجابا من خلال المعارض الفنية الشخصية و الجماعية مبدية في لوحاتها السردية التشكيلية المفعمة بحكايات الذات في ألوان جذابة و في مسحة من المنزعين السوريالي و التكعيبي لتبدو اللوحة مجالا للتاويل و لتعدد القراءات حيث الذات حاضرة في نظرتها الانسانية و الوجدانية تجاه المشاهد و الأحوال في سياق من قلق الكينونة و أسئلتها الشتى..

ها هي الفكرة في سفرها الناعم / حيث قلب يحكي شجنه على العناصر / في غناء خافت / بين أصداء الصهيل و الشدو / ثمة في آسفي حلم لهذا الصقيع الكوني / و ها هي الطفلة خبرت ألوانها الملائمة ../ و القصائد…

من مشاركاتها المميزة نذكر حضورها الفني من خلال النشاط التشكيلي بمدينة نابل في تونس في شهر فيفري  سنة 2023 ليتعرف المشارطون التونسيون و العرب على حيز مهم من تجربة الفنانة نجلا لحبيبي و كان ذلك بالملتقى الشبابي بنابل كممثلة للمغرب و هي مشاركة تميزت فيها بلوحتين مرسومتين ضمن ورشة الرسم المفتوح و المباشر.. فنانة تعمل لترى في الرسم شغلها الوجداني و القريب الى الناس و ذاتها المفعمة بالوجد و بشاعرية الدواخل .. 

اعمال فنية رائقة و تلوين وفق احساس عميق و تشكيل فضاء القماشة بكثير من تعبيرية بينة المعنى الجمالي وفق منزع سوريالي حيث التكعيب و الانزياح بالموضوع المشتغل عليه نحو الذات و هي ترسم اشياءها في بهاء يستبطن الشجن و الانسان و الحب و الفوضى والتفاصيل  في حضور لرمزية و دلالة الطائر و الحصان في الذاكرة و المخيال الفني الجمالي و الوجداني ليبرز ذلك قادما ضمن معرض شامل للأعمال في سياق ” تكريم الذاكرة ” خلال هذا الصيف في مناسبة متجددة ليطلع جمهور الفن و أحباء لوحاتها على بانوراما من تجربتها الفنية التشكيلية ..و الفن ههنا عند الفنانة نجلاء لحبيبي ضرب من شاعرية الحال…هكذا هي نجلاء ابنة آسفي الجميلة بالمغرب المدينة المحبة للفن التشكيلي و الرسم و من خلال ملتقاها السنوي للفنون .

❤️

مشاركاتها متعددة بالمغرب و بعدد من بلدان العالم و من معارضها نذكر المعرض الشخصي في لبنان ببيت الفن بطرابلس أين تم تتويجها بدرع الشرف لوزارة الثقافة اللبنانية الى جانب المشاركة في فعاليات تشكيلية بدولة الإمارات العربية المتحدة  و بجمهورية مصر ضمن معرض ” مراكب النيل و كذلك مشاركات متميزة بحضورها و فنها في إيطاليا و كولمبيا و تونس  و الهند و تركيا و ببلدان أخرى … كما أنها تحصلت على جائرة بفرنسا ضمن مسابقة ” تومبولا للحرية “…هكذا هي الفنانة و الشاعرة نجلاء لحبيبي التي عملت على نحت مسارها الفني التشكيلي و هي المحبة للرسم و الشعر و الموسيقى و قد نشأت في محيط عائلي قائل بالفنون و الثقافة لتنهل من جمال و روعة مدينة آسفي الأخاذة بسحرها الدفين..و الفنانة التشكيلية نجلاء رئيسة لجمعية روح فنان للفنون الجميلة بآسفي..هكذا هي اذن ملامح هذا التجوال الفني في عوالم نجلاء حيث ترى في الفن عالمها و رغباتها قولا بالابداع و بالانسان في هذه الأكوان الضاجة بالتداعيات المريبة و بالضجيج حيث الفن عنوان من عناوين السلام و الفرح و الطفولة رغم المحن و الحروب و ما يجري بفلسطين من >ابادة و تدمير للانسان المدافع عن أرضه و ماضيه و حاضره و مستقبله .. نجلاء فنانة تعي رسالتها الفنية لتمضي فيها بكثير من الدأب و الاصرار … الحلم.

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com