جبار عبدالزهرة
– كاتب من العراق -النجف
على من يكتب في الصحف او يتكلم عبر البرامج والأخباروالمنتديات اوحتى في دور العبادة عليه ان لا يكون طائفيا ولا بوقا مدفوع الثمن ولا قلما ماجورا يصطف الى جانب من يعطيه اجرا على ما يكتب وعليه فإن هناك نقدا يوجه في كل عام هجري في محرم للطائفة الشيعة وبشكل خاص في ممارستهم لشعائرهم وتقاليدهم الحسينية وعلى الرغم امن ان العالم اليوم اصبح قرية صغيرة وفي متناول كل إنسان على مستوى القراءة والمشاهدة وذلك بسبب سرعة وكفاءة آلات ووساط ووسائل نقل الإنسان والمعلومة في اطار(الإتصال المعلوماتي والتواصل الإجتماعي ) والتي دلتنا على ان هناك شعوبا لها عادات قد تكون سيئة ومسيئة عند بعض قصيري النظر والحاقدين على هذا او ذاك من امم الارض وشعوبها لنفوسهم المريضة وضمائرهم المصابة بالكآبة مثل عادة ضرب الناس بعضهم لبعض بالطماطة (البندورة) وعادة اطلاق الثيران في شوارع القرى والمدن وهي عادة خطيرة تهدد حياة الإنسان بالخطر وغير ذلك كثير0
فإذا التطبير (بالقامة) وهي (سكين مستقيمة يصل طولها الى ما يقرب 80—100سم حادة من الطرفين) عند الشيعة يوم العاشر من محرم وهو ضرب سطح الراس بالشفرة الحادة للقامة بعد حلاقة الشعر وخاصة في المقدمة منه لتفادي نزول الضربة الى المخ ضربا يؤدي احيانا الى نزف الدم بشكل غزير ولمنع ذلك عندما يفقد الذي يقوم بتطبير راسه شعوره نتيجة لمتاهيهه مع ممارسة هذه الشعيرة يقف بعض الناس من المشرفين على موكب التطبيرفي ميدان التطبير وبيد الواحد منهم لوح خشبي او قطعة سميكة من الجلد فعندما يرى احدهم ان احد المطبرين سيؤذي نفسه بسبب تفاعله مع الممارسة وغيابه عن الشعورالذي يمنعه من فقدان الوعي حتى لا يؤذي نفسه يسارع الى وضع لوحة الخشب او قطعة الجلد بين الرأس والقامة للحيلولة دون إيذاء نفسه ويأخذون القامة منه ويمنعونه من ممارسة التطبير0
يرى نفر من غير الشيعة من باب النقد السلبي للشيعة ان هذا يعبر تعبيرا سلبيا وغير منهجي ولا عقلاني عن حالة استثنائية مرفوضة لأنها تعد من الصنف المحظور من العادات والتقاليد وخاصة من قبل اهل السنة والجماعة معللين ذلك في لوم الشيعة والتثريب عليهم انها تؤدي الى إيذاء النفس وإيذاء النفس في الشريعة الإسلامية حرام 0
ولكنهم غابوا عن استخدام الإسلوب المقارن وهو من الأساليب الحديثة في نقد عمل او فكرة وفي تعزيز عمل او فكرة اخرى لمعلرفة الحقيقة المنصفة والعادلة للأطراف ذات العلاقة من اجل الوصول الى حل يرضي ويقنع الجميع0
فلو انهم قاموا بدراسة العادات والتقاليد الشعائرية ضمن اطارالممارسات الإسلامية وتوفروا بدراسة بسيطة على ما عند السنة والجامعة منها وجدوا عندهم ما يحاكي التطبير بالقامة لدى الشيعة نظيرا له في اطار هذا الصنف من الممارسات 0
فعند السنة والجماعة هناك ما يسمى بمجالس الذكر(الدروشة) وانا ممن يحضرها والتي يعقدونها دون مناسبات وعلى طول العام ويقوم بعض الدراويش بقراءة المدائح للنبي (ص) بصوت ونبرة غنائية واحيانا يذكرون اهل بيته ويصاحب ذلك الضرب بالدفوف وهناك مجموعة تردد قفلة وراء الدرويش المدّاح التي يذكرها في مستهل وصلته المدحية 0
وايضا يقومون بتأدية اعمال تندرج ضمن اطار ايذاء النفس كأن يأخذ الدرويش ما يسمى بـ( الدرباشة ) وهي تشبه السفُّود الذي يشكون في اللحم عند الشوي يسمّى في العراق (شيش) طولها (6—80سم) لها قبضة خشبية من طرف يمسكها الدرويش بيده والطرف الآخر مدبب حيث يقوم الدرويش بغرز الطرف المدبب في بطنه حتى يخرج من ظهره او يشك بها احد خديه حتى تخرج من الخد الآخر ويصاحب ذلك ايضا خروج دم فضلا عن تسخين الصاج (صفيحة من الحديد غير السميك مصنوعة على شكل محدودب (منحني) بزاوية منفرجة لاتقل عن (ْ160ْ ) درجة وهو على شكل نصف دائرة يصل نصف قطرها الى ما يقرب من30– 50سم تستخدم في اعداد الخبز بعد تسخينها حتى الإحمرار ويسمى خبزها الخفيف في العراق – خبز رقاق –) على النار حتى يحمر ويمسكه الدرويش بيديه ويحمله او يعضه باسنانه ومن ذلك أيضا يأتي بعض الدارويش بسيف يضع قبضته على الأرض وينحني عليه حتى يدخل في بطنه ويخرج من ظهره وبعضهم يمسك اسلاك كهرباء الضغط العالي بيديه وغير ذلك كثير من الممارسات التي فيها ايذاء واضح للنفس ولكن لا احد ينتقد هذه الظواهر مهما كانت ظاهرة قبيحة ودونية عند غيرهم فهي مستساغة ومقبولة لذلك تجد الشيعة يعانون من الذم والإقصاء والتهميش ،ولكن الشاعر العربي حسم الأمربتشخصيه لهذه الحالة المرضية الطائفية :-
وعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ — ولكنَّ عينُ السُّخْطِ تبدي المساويا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمــــــــَن لا يَهابُني— وَلَستُ أَرى لِلمَـــرءِ ما لا يَرى لِيا
عذراً التعليقات مغلقة