أسرار أيام نزار حمدون الأخيرة في نيويورك ومصافحة التوبيخ من صدام لناجي الحديثي وصدمة محمد الدوري

أسرار أيام نزار حمدون الأخيرة في نيويورك ومصافحة التوبيخ من صدام لناجي الحديثي وصدمة محمد الدوري

آخر تحديث : الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:19 مساءً
Screenshot 2024 07 13 at 01.39.31 - قريش
نزار حمدون في الامم المتحدة 1998

نيويورك- خاص لـ” قريش”:

حين نال “ناجي صبري الحديثي” منصبه وزير دولة للشؤون الخارجية في الثامن عشر من نيسان عام 2001، كان المنصب هامشيا بالقياس الى منصب وزير الخارجية الذي كان يشغله طارق عزيز بمساعدة وكيل الخارجية ذي الاسم الدولي البارز في حينها نزار حمدون.

Screenshot 2024 07 13 at 00.54.14 - قريش
ناجي الحديثي

وبحسب مصدر كبير عمل في الخارجية ببغداد حينها، كان ناجي الحديثي مثل “حداد بلا فحم” ولم يجد له مجالا ليمارس دورا، وكان نزار حمدون لا يوده، ولم يكن بينهما أكثر من سلام عابر في مناسبات وظيفية. ويقول المصدر انّ الاقدار جعلت من عام 2001 زمن السعد لناجي الحديثي اذ اصبح وزيرا للخارجية بدل طارق عزيز في الرابع من شهر آب -أغسطس، في حين وجد نزار حمدون نفسه في زاوية لا يحسد عليها ، فقد اشتد مرض السرطان عليه الذي كان يعاني منه منذ وجوده مندوبا للعراق في الأمم المتحدة العام 1998، فضلا عن انه بلغ السن القانونية للتقاعد إذ انه من مواليد 1944، وكان التمديد لخدمته من الممكن ان يتم بقرار من وزير الخارجية الجديد، ناجي الحديثي وموافقة رئاسة الجمهورية، وهذا ما لم يتم، لكن نزار حمدون تمكن من مقابلة الرئيس  الراحل صدام حسين في القصر الجمهوري  مع صدور مرسوم احالته على التقاعد، وانَّ صدام حسين استمع اليه في مقابلة استمرت عشرين دقيقة لا اكثر، تحدث فيها عن حاجته لتلقي العلاج ووعده صدام بأن يقف معه والاتصال عند الحاجة بسكرتيره عبد حمود ثمّ ودعه، وأهداه سيارة تقديراً لخدمته. وانّ صدام فيما يبدو كان لا ينوي ادامة خدمة نزار حمدون بالرغم ومن انه في عمر يؤهله لأن يكون مستشاراً في رئاسة الجمهورية لشؤون دولية وخارجية، كما جرت العادة مع الكثير من المتقاعدين السياسيين، لكن فطنة صدام الى الأجواء الشخصية المشحونة في الخارجية جعلته يترك حمدون لقرار التقاعد المجرد والعودة الى بيته.

Screenshot 2024 07 13 at 01.12.29 - قريش
نزار حمدون مع طارق عزيز في نيويورك1997

وبحسب مقربين من أجواء العمل مع ناجي صبري فإن من المستحيل ان يقبل بقاء حمدون وكيلا للخارجية في عهده او على صله بعمل الخارجية في أي مكان . ويبدو انّ محطات التشاحن بين الحديثي وحمدون مرت بعدة أماكن، بالرغم من انهما من طينتين مختلفتين في العمل السياسي ، فناجي الحديثي كان عمله في النطاق الاعلامي الإداري  للإعلام الحكومي في جميع مناصبه منذ تعيينه في جريدة الثورة بعد انقلاب البعث 1968 في القسم الخارجي، حتى وصوله الى لندن وادارته المركز الثقافي العراقي الى سنة 1980 عند عودته لبغداد واندلاع الحرب مع ايران وبقي يعمل في مواقع دافئة في خلفيات العمل الإداري الصحفي في دار المأمون والاعلام الخارجي بدرجة مدير عام ، ولم يمر بتجربة الخدمة العسكرية او الجيش الشعبي كباقي المسؤولين. وكان ذا طبيعة “نازكة” للغاية.

Screenshot 2024 07 13 at 00.55.41 - قريش
ناجي صبري يصافح الرئيس صدام حسين حين كان مديرا عاما في وزارة الثقافة

ويروي مدير مكتب في رئاسة الجمهورية لـ” قريش “ انّ صدام حسين في العام 2002 استقبل ناجي الحديثي مع بعض السفراء الأجانب والحرب كانت على الأبواب، وحين وقف الحديثي وصافح صدام حسين، ابتسم الرئيس ابتسامة مخلوطة بالحزم والشدة والتوبيخ قائلا له ، ما هذه اليد الطرية، وكيف تمثل صدام حسين والحرب على مسافة خطوات، وزير خارجية العراق مصافحته يجب أن تهز يد المقابل ،يدك يجب ان تكون يد صدام بالنيابة امام العالم ، أهكذا تكون يد صدام ؟”، ثم ختمها الرئيس بضحكته الماكرة ذات الدلالة. فيما خيّم الوجوم على الحاضرين من موظفي الرئاسة امام هذا الغضب المكتوم الذي أبداه الرئيس.

أمّا نزار حمدون الذي كان ذات يوم بمنصب اصبح فيه الحديثي لاحقا أيضاً وهو وكيل وزارة الثقافة في الثمانينات، فقد كان من طينة العمل الحزبي المنضبط والحازم لما قبل صعود البعث الى السلطة، كما انّه في درجة حزبية أعلى، وانّه صعد في الحزب بعصاميته وشخصيته القوية من دون دعم عشائري او قبائلي كما كان يتمتع به ناجي صبري في ظل غطاء كبير مما كان يعرف باللوبي” الحديثي” نسبة الى المتحدرين من بلدة “حديثة” في الحزب والدولة ، بالرغم من انّ صدام بطش بذلك اللوبي في العام 1979، ولم يكن ناجي صبري حينها رقماً على الخارطة السياسية للنظام لذلك لم يصبه أي خطر.

Screenshot 2024 07 13 at 00.51.30 - قريش
صدام حسين ومعه مرتضى سعيد عبدالباقي الحديثي وزير خارجية العراق1972

ويذكر ان صدام حسين اعدم شقيق ناجي صبري، وهو محمد صبري الحديثي وكيل للخارجية وسفير للعراق في تونس وبدرجة عضو قيادة فرع في الحزب، كما انّ ناجي صبري الحديثي هو ابن عم “مرتضى سعيد عبد الباقي الحديثي” وزير الخارجية الأسبق في مطلع السبعينات والذي ايضاً تمّ اعدامه، ومرتضى هو شقيق “كردي سعيد عبد الباقي الحديثي” الذي تمّ اعتقاله في احداث قاعة الخلد.

Screenshot 2024 07 13 at 00.24.09 - قريش
كردي سعيد عبدالباقي في قاعة الخلد -تموز 1979، لحظة قراءة اسمه بوصفه متآمرا على صدام حسين

يذكر رئيس الاستخبارات الأسبق في عهد صدام الفريق الراحل “وفيق السامرائي” في كتابه -حطام البوابة الشرقية –  انه في نفس اليوم الذي اعدم فيه مرتضى الحديثي طلب السجّانون من شقيقه كردي الحديثي، السجين هو الأخر ، الغناء والرقص على رأس أخيه الميت والقفز على جثته ، ثم قُتل هو ايضاً في سجن أبو غريب عام 82 “.

السفر للعلاج بالكيمياوي والاتصال الصاعق من ناجي صبري 

Screenshot 2024 07 13 at 01.11.48 - قريش
نزار حمدون

 في نهاية العام 2002،  نصح الأطباء في بغداد نزار حمدون بتلقي جرعات من العلاج الكيمياوي في الخارج، واقترحوا عليه السفر الى “مايا كلينك” في الولايات المتحدة، حيث يتوفر له هناك افضل علاج ، لكن الامر لم يكن بالتمني ، فنزار حمدون عليه استحصال موافقة صدام حسين شخصياً للسفر في زمن الحصار الدولي، والحصار الاخر الذي فرضه صدام حسين على موظفي الدولة لاسيما السياسيين من السفر للخارج الا في حالات خاصة، ولعل نزار حمدون حظي بمعطيات هذه الحالة، إذ تمكن من مقابلة “عبد حمود” سكرتير الرئيس الذي أخبره بأنّ الرئيس مشغول في هذه الفترة ومن الصعب تحديد موعد معه، لكنه أخبره أيضاً بأنّ الرئيس أوصى به خيراً ولتسهيل أي طلب يريده ، وهنا حصل نزار حمدون على موافقة السفر، وأعطاه “عبد حمود” ظرفا كان فيه سبعة الاف دولار كمصاريف سفر، وهو مبلغ كبير داخل العراق في زمن الحصار، ولكنه لا يعني اكثر من قيمة تذاكر السفر وبعض الضروريات في الخارج. وقد كان نزار حمدون قبل ذلك بأيام قد طلب من احد اقربائه في بغداد مساعدته في بيع سيارته وبعض المقتنيات لكي يسدد بها مصاريف سفره وعائلته عند المغادرة للعلاج .

وصل نزار حمدون الى الولايات المتحدة، بعد مقابلة اجراها في السفارة الامريكية في العاصمة الأردنية عمان في إجراءات اخذ التأشيرة، وهو امر لم يتم إلا بقرار من واشنطن مباشرة، فهو معروف لديها بأنه سياسي ودبلوماسي كبير في المنصب الى فترة قريبة جدا.

Screenshot 2024 07 13 at 00.52.35 - قريش
محمد الدوري

كان محمد الدوري سفيرا للعراق في الأمم المتحدة “2001-2003″، وتعامل بكل لياقة وكرم مع نزار حمدون، اذ أسكنه في أحد طوابق مبنى سكن السفير المكون من أربعة طوابق كبيرة. وبدأ نزار حمدون بتلقي العلاج الكيمياوي بمعدل جرعة في كل أسبوعين، وكانت أجور علاجه تصرف بتوقيع الدوري من موازنة السفارة ولم تكن مبالغ ضخمة في ذلك الوقت.

في تلك الأيام، التقى الدوري مع حمدون في أكثر من جلسة، وتداولا في الشأن العراقي الساخن جدا عالميا، اذ كان العراق على وشك تلقي الضربة الامريكية التي لم يكن يعلم عنها الكثير، وكان الظن يذهب عند جميع المسؤولين العراقيين تقريبا الى انها ستكون هجمات اشبه بما حدث في حرب تحرير الكويت العام 1991.

في تلك الأيام، من شهر يناير 2003 كان الوضع شديد الصعوبة وكان محمد الدوري النجم الدولي للعراق ، فهو اكبر شخصية دبلوماسية متواجدة في الخارج وقرب مجلس الامن والأمم المتحدة وفي قلب الدولة التي ستشن الهجوم على العراق، لذلك كان الدور الأكبر لتمثيل العراق خارجيا بيد الدوري في حين انّ ناجي الحديثي كان مشلول الحركة ، ولم يتمكن من السفر والتحرك على أعضاء كبار في المجتمع الدولي، ولم يصدر منه سوى تصريح يقال انه بتوجيه من الرئاسة في انّ “الغزاة ستكون مقبرتهم في صحاري العراق اذا أقدموا على الغزو”.

كان نزار حمدون لايزال يتلقى جرعاته نصف الشهرية من العلاج الكيمياوي ولا يبدو عليه التحسن. وفي نهار الثامن والعشرين من يناير اتصل ناجي صبري بصفته وزيرا للخارجية بمحمد الدوري، وكان من المتوقع ان يتلقى منه كلاما جديدا عن تغيير في موقف صدام حسين من الاحداث في اطار اية مبادرة تمنع حرب احتلال العراق، وبعد تبادل تحية قصيرة، قال الحديثي لمحمد الدوري، بلهجة جافة، تفوح منها ضغائن قديمة دفينة” ماذا يفعل نزار حمدون الى الان عندك في السكن؟”

فأجابه الدوري بأن لا يزال يتلقى العلاج الكيمياوي وقد يبقى شهرين او ثلاثة في الأقل “

فردّ ناجي صبري بنرفزة وجفاف” اطرده، لا يبقى في سكن السفير بعد اليوم، لا أريده عندك” وانتهت المكالمة، عند هذا الحد. لم يتمالك محمد الدوري اعصابه ليبقى جالساً في مكانه، فخرج من مكتبه مباشرة كأنّه تلقى صدمة، وصادفه بعض الدبلوماسيين المقربين منه ساعتها، فقال لهم ممتعضا ما سمعه من وزيره ناجي الحديثي، وزاد في القول” نحن بأي حال والعراق راح ينهجم بعد أيام، وهذا ناجي يريد تصفية حسابه مع شخص مريض” وروى للدبلوماسيين ما أراده منه ناجي الحديثي ، ثمّ قال لهم الدوري بلطف “ارجو ألا يصل شيء من هذا الكلام الى نزار حمدون وهو بهذا الوضع الصحي الصعب ، وما عليكم، سيبقى الرجل عندي الى أن يفرجها الله “.

حصول الغزو ورجل الاعمال الأمريكي والموقف الأردني الشهم

اندلعت الحرب، وغزا الجيش الأمريكي العراق، وكان محمد الدوري نافذة العراق وصوته في الخارج مثلما كان محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام الصوت الناطق في الداخل. وتوارى جميع المسؤولين في ظل تلك الفوضى الكبيرة. وبعد سقوط تمثال صدام حسين بأيدي الجنود الامريكان كما نقلته الفضائيات بشكل حي، أيقن محمد الدوري انّ اللعبة انتهت. حزم الدوري حقيبته وركب السيارة الى المطار مقررا المغادرة، لكنّ اتصالاً وصله من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة جعله يعود ادراجه الى منزله، فقد قالوا له انه سيقوم موظفون دوليون بتوديعه كممثل للعراق أنهى عمله بغض النظر عمّا يجري في العراق من حرب، وهكذا تغير موعد مغادرته الى يوم 13 نيسان، وكانت كاميرات القنوات ووكالات الانباء قد رصدت دموع محمد الدوري وهو يغادر مع اخر تصريح حزين.

ومع مغادرة الدوري بقي نزار حمدون في السكن وحده من دون أي سند، فقد خلت السفارة من الدبلوماسيين والموظفين فجأة وبقي القليل منهم، وآلت أمور السفارة والعراق هنا بيد شخصين، هما “سعيد خميس الجنابي” ، بدرجة مستشار واستمر عمله مع النظام الجديد بعد ذلك، و”نصيف السامرائي” محاسب السفارة الذي طلب اللجوء السياسي في واشنطن لاحقا وبحسب راوي الواقعة فقد وشى بأعضاء بارزين في السفارة للأجهزة الامريكية كسبا لرضاهم.

ما مصير علاج نزار حمدون في هذا الوقت العصيب؟ بعد أن رفض نصيف السامرائي محاسب السفارة دفع أقساط العلاج الكيمياوي المقررة مسبقا لحمدون، وكان السامرائي متنفذا منفردا في ساعتها في غياب الجميع بعد تلك الهزة الكبرى باحتلال بغداد.

 قام حمدون بالاتصال بصديق امريكي قديم له، وحكي له ما آلت اليه الأوضاع وكان ذلك الأمريكي ثريا ورجل اعمال، فتعهد لحمدون بدفع مصاريف علاجه واقامته من خلال وسيط، اذ انّ الأوضاع الخطيرة لم تكن تسمح لرجل الاعمال الأمريكي ان يظهر بالمشهد لذلك رتب المساعدات عبر محاميه وبصفة شخصية. واستمر العلاج في المستشفى ثلاثة أشهر بعد سقوط النظام العراقي. لكن الوضع الصحي لحمدون تدهور بسرعة ولم يسعفه العلاج وتوفي وحيدا من دون ان يكون معه مرافق من عائلته او افراد السفارة في يوم الرابع من تموز 2003. 

 وهنا انقطع محامي رجل الاعمال الأمريكي عن المجيء الى المستشفى بعد ان علم بوفاة نزار حمدون، ولكيلا ينكشف امر المساعدة. فاتصلت المستشفى بالسفارة وطلبت منهم المجيء لاستلام جثة حمدون. ولم يكن في السفارة أي رجل صاحب قرار، فالجميع خائفون يعملون على ترتيب أوضاعهم مع النظام الجديد ببغداد او مع الخارجية الامريكية لطلب اللجوء السياسي، وكان المحاسب “نصيف السامرائي” المتنفذ الأكبر، قد رفض  تسلم الجثة بعد أن علم بأنّ أجور نقلها على الخطوط الجوية الأردنية الى عمان ومن هناك الى بغداد ، تكلف سبعة آلاف دولار ، وقال نصيف بكل عجرفة بين الموظفين القلائل الباقين ” لن اصرف عليه دولاراً واحداً، لم يجد مكانا يموت فيه إلا بيننا “.وبحسب راوي الواقعة ، فقد كان يبدو أنه يريد إيصال كلماته القاسية هذه الى اشخاص من المعارضة لصدام كانوا يترددون على السفارة بعد سقوط النظام .

قامت الخطوط الجوية الأردنية بالاتصال بموظف في السفارة العراقية بشأن ترتيبات إيصال الجثة الى المطار قبل وقت مناسب من اقلاع الطائرة الى عمان الا انّ الموظف العراقي أبلغهم انّ الأمور تعقدت وانّ المحاسب يرفض صرف أجور نقل الجنازة، وانّ الموظفين يتداولون لجمع المبلغ فيما بينهم لكن الموظفين بلا رواتب منذ شهور ومن غير المؤكد جمعهم المبلغ، والى هذا الحد انتهت المكالمة. بعد أربع ساعات تقريبا رنّ هاتف السفارة العراقية والمتحدث كان من السفارة الأردنية أي مكتب المندوب الدائم للأردن بنيويورك وطلب ترتيب الأوضاع لنقل جنازة نزار حمدون الى الأردن على حساب الحكومة الأردنية بأمر مباشر من وزير الخارجية الأردني “مروان المعشر” في حينها. وهكذا جرى نقل جنازة حمدون برفقة موظفين أردنيين بكل عناية واهتمام، وكأنه كان دبلوماسيا أردنيا يعمل في المملكة الأردنية الهاشمية. وقال موظف أردني في المطار انّ الذي حزّ في نفسه انه اتصل بدبلوماسي في السفارة العراقية ، قالوا له انه هو المسؤول الوحيد الباقي واسمه “سعيد خميس الجنابي”، وسأله إنْ كان سيحضر هو أو سواه في توديع حمدون عند استلامه الجنازة في المستشفى او المطار فرفض الجنابي الحضور أو ارسال أحد، وقال “ليست لنا علاقة به مطلقاً”.

Screenshot 2024 07 13 at 01.38.11 - قريش
نزار حمدون في مكتب الرئيس الامريكي كلينتون

 مذكرة نزارحمدون قبيل وفاته

بعد بضعة اسابيع فقط من سقوط بغداد لخص الدبلوماسي العراقي المخضرم نزار حمدون رؤيته لمستقبل العراق في مذكرة من حوالي 2500 كلمة كتبها باللغة الانجليزية ووزعها على أصدقائه وزملائه السابقين في واشنطن حيث عمل سفيرا خلال عقد الثمانينات، و في نيويورك حيث كان ممثلا للعراق لدى الامم المتحدة حتى عام 1998.

وعلى الرغم من انه كان يمثل صدام حسين، فإن حمدون كثيرا ما اختلف معه. يقول الصحافي الأمريكي  ميلتون فيورست، الذي نشر المذكرة لاحقا ، ان لديه احساساً بأن حمدون «كان يشعر بالكره والاشمئزاز تجاه الاشياء المروعة التي فعلها صدام للعراق». توفي نزار حمدون في نيويورك في 4 يوليو (تموز) الجاري بعد صراع طويل مع المرض ودفن في العراق بعد عشرة ايام. قال حمدون في مذكرته ان العراقيين يجب ان يؤسسوا نظاما ملكيا وليس جمهوريا وشدد على الحاجة الى تكوين برلمان من مجلسين بموجب دستور يصوغه العراقيون انفسهم، لكنه أضاف قائلا: ان الشعب اذا اختار نظاما جمهوريا، يجب ان يحترم الكل هذا الخيار، فمن الممكن إنشاء جمهورية ديمقراطية دستورية لها برلمان مكون من مجلسين مع الفصل الكامل او شبه الكامل بين السلطات وانتخاب رئيس للوزراء.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com