من الشعر الكردي المعاصر
رحلة في كردستان
للشاعر بدرخان السندي
ترجمة: بدل رفو
صيفاً اتجهت صوب سنجار
التين لم ينضج بعد
ابصرت هناك فاتنة
تنظر من طرف لحظها
وعلى جبينها يتدلى العقيق
مسكت بتلابيب فؤادي وحطمته
سألتها :ابنة مَن انت؟
فاتنة أي دار انت؟
وزهرة أي خميلة انت؟
نرجس هامة من انت؟
فأجابت كوردستان انا
عاشقة الكورد انا
معشوقة الشعر انا
لكني..!
اسيرة الجهالة انا.
* *
من هناك اتجهت صوب ديار بكر
حيث ديار (بيران) والثلج
آهات القبج يتعالى
والجرح في خضمه
فقلت له :قبج من انت؟
ولم وسط الثلج انت؟
ولم جريح انت؟
وعدو من انت ؟
فأجاب: انا الشيخ سعيد
مريد كوردستان انا
انا الشيخ سعيد البيراني انا
ثائر الكورد انا
بلا اهل وخلان انا
ولهذا…
اسير الاعداء انا.
* *
عدت الى مها باد
وتناثرت كشجرة التوت
عصا بأيدي الاطفال
يلعبون بها لعبة الدمى
فسألته: أي عصا انت؟
كالبؤساء في هذه الديار انت؟
ويسحلونه في الطرقات
ومن منتصفه كسروه
فأجاب: سارية العلم كنت انا
وسط ميدان (جوار جرا) كنت انا
كلمة وقسم الشرفاء كنت انا
وقبلة الكورد كنت انا
وظل هامات الصناديد كنت انا
والآن ..غدوت لعبة الاطفال انا.
* *
شمالا صوب( شكاكا) اتجهت
بين الفرسان والنبلاء
مقاتلون وصناديد كثر
بعيدون عن الترك والعجم
زئيريقدح من ناظريه جمراً
فقلت له: فتى من انت؟
اسد أي ديار انت؟
عاشق ومهووس من انت؟
عدو من انت؟
فأجاب انا سمكو الشكاكي
ولن اركع لأحد
ولن انسى ( الكوردايتي)
لهذا.. اصبحت في ايدي المتوحشين.
* *
قفلت راجعاً صوب سنجار
عند تلك البائسة الحبيبة الخجولة
لب الالباب انت
مرآة القلب انت
لم ملئ مكابدات انت؟
كئيبة وتعيسة انت ؟
ولم حردانة انت؟
تغضين الطرف وتبتعدين انت؟
فأجابت: الم تعلم بأنهم سوف يزفونني للغريب
لكن أقسم بالرب
ان اضحي بحياتي:
الموت او الحياة مع البار زاني
ولن اتجه الى الاعداء.
ــــــــــــــــــــــــ
1- طائر الحجل.
2- الشيخ سعيد بيراني قائد الثورة الكوردية 1925.
3- الساحة التي اعدم فيها القاضي محمد مؤسس جمهورية كوردستان 1946.
4- الثائر الكوردي سمكو شكاك الذي اغتالته الحكومة الايرانية عام 1930.
خاص لصحيفة قريش -ملحق ثقافات واداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة