علي اوعمو
كاتب من المغرب
• لقد عمدت إسرائيل إلى انتهاك السيادة الإيرانيّة باغتيالها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانيّة طهران يوم 31 يوليو 2024.
• و رغم عدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن هذا الحادث إلّا أنّ التحقيقات التي قام بها الحرس الثوري يؤكّد تورُّط إسرائيل في عملية الاغتيال، حيث قال:” إن التحقيقات التقنية تُظهر أن اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية نُفِّذ بِمقْذوف يزن رأسه 7.5 كيلوغرامات، مشيرا إلى أن العملية تمت بتخطيط وتنفيذ من جانب إسرائيل ودعم أميركي”…
• وتوَعَّد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام لهنية، وقال: “إن دماءه لن تذهب هدرا وإسرائيل سَتَلْقى العقاب الشديد على هذه الجريمة”..
• كما أكد “أن الكيان الصهيوني سيتلقى العقاب الأليم والصعب في الزمان والمكان المناسبين”..
• لقد مرّ على هذا الحادث حواليْ أسبوع و لم يتمّ الردّ الإيراني على مقتل هنية، رغم أن إيران قد توعدت إسرائيل بردّ قاسٍ و مؤلِم، و قد يتساءل البعض عن السبب من هذا التأخير في الردّ…
• من المؤكَّد أنّ الانتقام آتٍ لا محالة، و لكنّ إيران تسعى من وراء هذا التأخير إلى أمريْن أساسيين:
• أولهما: الانتظار حتّى التوصّل إلى حلّ الازمة في غزة و الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل و حركة حماس، التي حدّد الرئيس الأمريكي مُدة ذلك في أسبوعين، لأنّ إيران لا تريد أنْ تُطيل أمد الاتفاق حول صفقة الأسرى و إيقاف الحرب و إدخال المساعدات إلى غزة و فكّ الحصار و انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. فَفي حالة الردّ المُبكِّر و السريع على اغتيال هنية ستجد أمريكا ذريعةً لإطالة أمَد حرب غزة و الرفع من وثيرة الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني الذي يستشهد منه العشرات و يُصاب منه العشرات يوميّاً..
• ثانيهما: محاولة إيران اللعب على الحالة النفسية للكيان الإسرائيلي لمدة طويلة، من خلال التعذيب النفسي للمسؤولين و الجمهور الإسرائيلي الذين هم الآن في انتظار الرّد و كيفيته و الوسائل المُرتقب استخدامها في الهجوم، أ هي بمسيّرات أم بصواريخ بالستية أم بِهما معاً أم هناك أسلحة حديثة و متطورة لدى إيران لم تعلم إسرائيل عنها شيئاً؟؟ كما أنّ احتمال مُشاركة أطراف المقاومة جميعها في الهجوم بات هاجساً كبيراً يُخيف إسرائيل و يرعبها و يجعلُها في حيرةٍ من أمرِها.. كما أن تأخير الردّ يساهم في تكبيد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة. فقد عرفت مطاراتُها عُطلاً شبه كامل و تضرَّرت سياحتُها و تعطّلت مُعظم مرافقها المدنيّة عن العمل، كما أدى التهديد الإيراني إلى مُغادرة العديد من الإسرائيليين البلد في هجرة جماعيّة إلى بلدان أوروبية مَخافةَ احتدام المعارك بين إسرائيل و إيران لمدة طويلة..
• يقولُ المثَل: “الوُقوع في البَلاء و لا انتظارُه”..
عذراً التعليقات مغلقة