بغداد – ابو زينب المحمداوي
كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تحركات جدية تقودها مليشيا “عصائب أهل الحق”، وهي تنظيم عسكري وسياسي منتشر في العراق ومرتبط بايران، لإقالة محافظ البنك المركزي العراقي الحالي، علي العلاق.
وتعد العصائب كبر الاذرع الاقتصادية التي تمتلكها مليشيا شيعية في العراق فيما يبدو ان البنك المركزي بقي اخر القلاع التي لم تقتحمها العصائب بعد بسط يديها في الاستحواذ على مشاريع سبع محافظات ابرزها الموصل وتكريت بمساعدة من المحافظين فيهما .
وتأتي هذه التحركات، وفقًا للمصادر، تحت ذريعة بلوغ السن القانونية للتقاعد للعلاق، إلا أن الحقيقة وراء الكواليس تشير إلى أهداف أعمق وأبعد من مجرد تطبيق القانون.
واظهر العلاق اذي تولي المنصب قبل عشر سنوات ، مسؤولية واضحة في الحفاظ على البنك المركزي وانه يتعرض في مجالس بعض المليشيات لاتهامات بأنه امريكي .
وبحسب المصادر، فإن “عصائب أهل الحق” تسعى لاستبدال العلاق بشخصية أخرى تتيح لها قدرا أكبر من النفوذ داخل البنك المركزي، الذي يعتبر أحد أكثر المؤسسات تأثيرًا في السياسة المالية للعراق. ويبدو أن العصائب تسعى من خلال هذا التحرك إلى تعزيز سيطرتها على القنوات المالية الرئيسية، مثل مزاد العملة الذي يشرف عليه البنك، والذي يشكل نافذة هامة لتدفق الأموال، سيما وان العصائب في الدائرة الحمراء للخزانة الامريكية.
الأمر لا يقتصر على مسألة إدارية بحتة، فالمصادر تكشف عن صفقة سياسية يجري التفاوض حولها في الكواليس. الصفقة تقترح إقالة رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، مقابل إقالة العلاق. وقد عُرض هذا المقترح على رئيس دولة القانون، نوري المالكي، الذي رفض العرض في الوقت الحالي، لكنه دعاهم الى تفاهمات في مجالات اخرى ..
لا يزال العراق يعيش في ظل نظام سياسي يتسم بالصفقات والتوافقات التي غالبًا ما تكون على حساب الكفاءة والمصلحة العامة.
ومحاولة إقالة العلاق، وفقًا للمصادر، هي مثال آخر على اختطاف المؤسسات المالية الهامة من قبل الأحزاب وتحولها الى ساحة للصراعات السياسية.
عذراً التعليقات مغلقة