أسطورة أراكني وأثينا و العلاقة بين المعلم و المتعلم

آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 11:30 مساءً
أسطورة أراكني وأثينا و العلاقة بين المعلم و المتعلم

هناء الديوري

كانت أركني تتمتع بموهبة في النسج و الحياكة، إلى درجة تستتطيع فيها أن ترسم كل مايخطر ببالها، وكانة نساجة قريبة من الرسامين الكبار،فسمعت من أحد المتفرجين وهو يقول أراكني تدربت على يد الإلهة أثينا،فضاق صدرها من هذا التعليق مما دفعها إلى السخرية من أثينا التي علمت بالأمر و تنكرت على شكل عجوز و ذهبت إلى أركني وحذرتها من هذا الغرور الذي سيسبب لها غضب الإلهة أثينا عليها، لكن أركني سخرت من العجوز وسألتها: مالك ومال الحياكة ؟مضيفة أنها تريد أن تباري الربة في الحياكة وعندها إذا خسرت ستخضع لغضبها فعلا،فقبلت العجوز التحدي وحدد موعد المباراة.

رسمت أثينا قصة صراعها مع بوسيدون على المدينة التي سميت في ما بعد على إسمها؛ أما أراكني فرسمت مشاهد مختلفة للحبال و الخداع التي يستعملها زيوس لإغواء البشر،ورسمت ليدا مع البجعة أي زيوس، و رسمت أوروبا مع الثور وهي الخدعة التي استعملها زيوس ليستولي على أوروبا،و دنائي مع زخة المطر الذهبية التي دخل بها زيوس إليها لتحمل منه.

فاغتاضت أثينا من رسوم أراكني ومزقتها ولم يجزم أحد من الأفضل رسما، مما جعل أراكني تشعر  بالذنب والإحراج فشنقت نفسها. فشعرت عندها أثينا بالشفقة على أراكنني و لم تتوقع أن ذلك سيوصلها إلى الإنتحار، فقررت على إثر ذلك أن تعيد لها الحياة و لكن هذه المرة على شكل عنكبوت ماهر في حياكة بيته ولا ينافسه أحد ،و أطلقت عليه إسم السلالة العنكبوتية التي تقضي العمر معلقة بالخيوط التي تعمل منها أحلى الأشكال.

هذه هي أسطورة أراكني و أثينا التي تعطي درسا في الغرور و الغطرسة بين التلميذ و المعلم، فلا يجوز للمعلم و لا التلمذ أن يصابا لا بالغرور و لا الغطرسة، فعلى المعلم أن يعترف بإبداع تلميذه و يشجعه ويشهد له بالتميز و التفرد و إن كان هو من علمه تعاليم التخصص الذي أبدع فيه، فنحن نتعلم ممن سبقونا في المجال الذي ننوي التخصص فيه ونضيف بصمتنا و لمستنا الخاصة.

وكذلك التلميذ عليه أن يحترم معلمه ويقدر الخبرة التي منحه إياها، فالغرور و الغطرسة صفتين مدمرتين للمعلم و التلميذ معا، فكما لحظنا في الأسطورة فأثينا تتميز بالغرور لأنها لم تتقبل أن تتفوق عليها أراكني لأنها إلهة وفي الأساطير يمنحون الألهة صفات إنسانية، و لأنها ربة لم يستطيعوأ الجزم من تميز في المباراة لذلك السب، أما أراكني أصيبت بالغرور لتفوقها عليها.

لكن إذا أسقطنا القصة على الواقع فسنجد بيننا كأفراد العديد ممن يتصفون بصفة الغرور و الغطرسة و من بينهم المعلم و التلميذ، وفي بعض الأحيان بدون موهبة حقيقية فهناك مدرسون يحبطون و يدمرون تلاميذتهم و في حالات كثيرة لا يكونون متمكنين و مبدعين في الشعبة أو التخصص الذي يدرسون به.

 و هناك أيضا تلاميذ ناكيرين لفضل مدرسين متميزين ولا يعترفون بفضل من أخذون منه الخبرة لتعلم و تطوير موهبتهم في المجال الذي يريدون التخصص به أو في الحياة؛ و لا يقدرون من أعطاهم فكرة أو معلومة ساعدتهم على التقدم و التطور في الحياة،فنحن لا نتعلم فقط من المدرسة و المدرس، بل من كل تجارب الحياة و تجارب الأفراد الذي يدخلون و يخرجون من حياتنا على مدى الحياة، قد تشبه تجاربهم تجاربنا و قد تختلف عنها مهما كانت تخصصاتهم أو توجهاتهم في حياتهم و هم أيضا يستفيدون من  تجاربنا و تجارب غيرنا.

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com