جبلان يلتقيان… للشاعرة المغربية سعاد زكراني

جبلان يلتقيان… للشاعرة المغربية سعاد زكراني

آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 11:20 مساءً

سعاد زكراني

> في عيدك تنسحب الغيوم
> حمراء مصفرة في امتقاع رغبتها اليانعة
> تنسحب مرخية ظلالها على امشاط الجبال.
> و الآن و قد عدت،إذا أمكنت العودة
> “من قال أن جبلين لا يلتقيان”
> هذا ما خاطبني به صوت في الحلم
> استيقظت.كنت أنت.
> لا أحد هنا سوى أنت
> و أنا: و لا شيء آخر، و لا شيء آخر.
> ملاذ الهاجرين بيوتهم إلى الأبد
> و ملاذك أنت مثل هذا الأرق الطويل.
> أنت
> وحدك الحقيقي،
> صامت و بارد و مزهو بصمتك و بردك.
> أنت
> وحدك الحقيقي.
> صامتا أكلمك عن سلالتك الحجرية
> عن الحكمة الموروثة
> فقيرة كلماتي،تعلو و تهبط
> كفواق رضيع في ضباب لغة أخرى،
> و جلدي يكلمك:
> بألف فم صغير يشرب معك ضوء الشمس.
> ينمو قلبي فيك كشجرة رمان،
> كلما انكسر غصن أتسلق آخر في الطريق
> إليك.
> منذ زمن بعيد
> استسلم القلب للوجع
> لا يدري أحد كم سيطول الفزع
> و متى يرق القساة.
> و اليوم في لحظة هروب مسروق
> من نشوة ولدتها الجنة
> جئتك وحدي لأجلس تحت واسع رحمتك
> الرحالة الذين مروا بها
> رسموا نقطة على خرائطهم
> و مضوا
> لم تكن أكثر من حجر بين جبلين
> و كان في وسع أي غيمة أن تسحبها بظلها
> غير أن الطيور التي مرت بها صدفة
> رأت ما لم تره العيون
> اليوم أزهو بثيابك
> حمراء كالشقائق
> خضراء كالزمرد
> سيان جوعي و عطشي
> ما دمت أرضع حنان صمتك،
> و يبدو لي أن جسدي في ممر متوهج
> ها أنا أتنفس بروعة
> كنت أحمل في جسدي رصاصات
> ……..يسحقهاالآن!!!!
> فتنبسط ساعداك
> تترفقان
> تضمانني
> فأنام في حضن
> جعلت له الأيدي الغريبة مزارا عند
> المفترق:
> هكذا كان الرحالة لا يبصرون الجنة.
>

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com