الرياضة والانسانية / جبارعبدالزهرة – كاتب من العراق
يقال ان الرياضة بمختلف اشكال العابها وشتىّ ممارساتها مفعمة بالمحبة والاحترام المتبادل والمواقف الإنسانية الكريمة في جميع ميادينها والمنتمين إليها على مستوى لاعبي الفرق والموظفين والإداريين والكوادرالتدريبية والجهات المنظلمة للبطولات على مختلف مستوياتها 0
وهي في كل محفل او منتدى او بطولة إقليمية او عالمية حتى داخلية لا بد لها من إلايمانً العميق بقيم التسامح والتعايش الإنساني والعمل على نشرها في كل مناسبة او ممارسة رياضية ، بما يؤدي الى تعزيز علاقات الأخوة الإنسانية والتواصل والاحترام المتبادل بين جميع أمم وشعوب الأرض واحترام ثقافاتها وسردية تاريخها ومودوناتها الحضارية من اجل القضاء على فلسفة التغريب التي تتبناها بعض الحكومات استنادا الى فكرة صراع الحضارت ووضع امامها افكار تقارب الحضارات واسهامها من طريق التعاون في ما بينها لبناء حياة انسانية لجيمع اهل الأرض قائمة على اساس التعاون والتواصل وتبادل المنافع وافكار البناء وحضارات استلهام القيم والتقاليد منها من اجل التقدم والتطور والازدهار 0
وعليه فإنَّ المسابقات الرياضية في المحافل الدولية تدعو الدول المضيِّفة لها مختلف دول العالم للمشاركة فيها ورياضيوا الدول المشاركة حتما يحملون معهم بعض الشعرات الرمزية في بلادهم وقد ينفذونها في ساحات المسابقات على شكل اشارة باليد او كتابة على الملابس او على علم او يافطة صغيرة0
لذلك فالمطلوب من الدولة التي قبلت بالاستظافة ان تحترم رمزية الشعوب ودلالاتها ، خصوصا وانها رموز تعبيرية سلمية وتندرج ضمن اطار حرية التعبير ذلك الإطار الذي تقره القوانين الداخلية للدول فضلا عن القانون الدولي ومواثيق الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بان هناك دول تُحاسَبُ وتنتقد من قبل المجتمع الدولي إذا ضَّيقت على شعبها حدود مساحة حرية الرأي ومارست ضدهم نوع من الإضطهاد لمنعهم من الإقبال عليها 0
ومن المؤسف أشد الأسف ان جهة رياضية تمثل دول العالم تفسر ممارسات رمزية تحت جانب الإرهاب والتهديد به وتستهجن ممارسة عقائدية او فلكلورية من لاعب يمثل بلده بكل خصوصياته التي توجب على المجتمع الدولي في كل ميادينه احترامها ومنها الميادين الرياضية والسماح بممارستها0
فالمحافل الدولية وخاصة منها المحافل الرياضية والمهرجانات الفنية ينبغي عليها تشجيع أي ممارسة من قبل أي لاعب او لاعبة مشاركين في المحفل الرياضي واي ممارسة حركية أو كتابية تندرج ضمن دائرة ممارسة بعض مقومات الفلكلور الشعبي لبلد الرياضي من اجل ان تتعرف الشعوب المشاركة في العاب الفعالية الرياضية على افكار وثقافة وعادات وتقاليد بعضها البعض فالتسامح والممارسات السلمية ينبغي ان تكون ركن مهم من اركان السياسة الرياضية لأية جهة تتولى مسؤولية فعالية او لعبة رياضية خاصة على المستوى الإقليمي والدولي 0
وعليه يكون حرمان اللاعب الايراني بيت صياح من الميدالية الذهبية في رمي الرمح من قبل اللجنة المنظمة والمشرفة على هذه المسابقة بعد تفسير الحركة التي قام بها بتمرير اصبعه تحت عنقه بانها اشارة ارهابية تهني (الذبح) وهذه اسرائيل تتزامن افعالها في ذبح الفلسطينيين مع قيام هذه الالعاب الباراولمبية في فرنسا وقد ادان الرئيس الفرنسي ماكرون مذابح اسرائيل في غزة وطالب بموقف الحرب0
وقد قام هذا اللعب ايضا بحمل علم مكتوب عليه (يا زينب ) او ( يا لثارات الحسين) وقد فسرته اللجنة على انه شعار طائفي ، مستهجن ومرفوض النظر إلي هذين الأمرين من زاوية ارهابية او ممارسة طقوس دينية طائفية 0
ولكني اجزم لو أن اللاعب الايراني رفع علم المثلية العام او مارسة حركة من حركاتهم الخادشة للحياء او وضع على كتفه او ساعده يافطة تحمل واحد من راياتهم الفرعية كما فعلت وزيرة الداخلية الالمانية (نانسي فيزر) التي ارتدت شارة “حب واحد” للتعبير عن دعمها للمثليين، خلال حضورها المباراة الإفتتاحية لمنتخب بلادها أمام اليابان في كأس العالم بقطر.٢٤‏/١١‏/٢٠٢٢ م، ولو فعل لتم تبجيله والثناء عليه ولتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للرياضة الباراولمبية 0
ان استبعاد هذا اللاعب من المسابقة بعد استرجاع الميدالية الذهبية منه يدل على عدم نزاهة اللجنة المشرفة على اللعبة وتبنيها مزاجها الشخصي المتقوقع على الذات الأنانية في التعامل مع اللاعبين يعد اجحافا بحقهم ومصادرة مرفوض لمنجزاتهم الرياضية وكانت ذريعتها ان القوانين الرياضية تمنع استخدام الرموز الدينية والسياسية وهذا يتعارض تماما مع فلكلورالشعوب وآدابها وفنونها وهي مليئة بالكثير من الرموز التاريخية والحضارية والثقافية 0
إن التآخي والتآلف والتعاون بين دول العالم ودعم الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات والمعارف والأفكار والحضارات امر يصب في مجرى تلاقح الشعوب والتناغم والتقارب فيما بينها والألعاب الرياضية ميدان مهم جدا في تحقيق ذلك وهذا يشكل رافدا مهما من روافد تعزيز السلم والإستقرارالعالمي، وتمسك الناس بمبادئ اديانهم وقيمهم القومية الأصيلة، وتكريسها في العالم يجب النظر إليه على أنه فيه خير ومنفعة وفيه صالح للبشرية0
أعود لأقول ان تجريد هذا اللاعب الإيراني من منجز رياضي جديد اذ حصل اللاعب صادق بيت ‌صياح على ميدالية ذهبية في منافسات رمي الرمح لفئة F41 ، بعد تحقيقه لمسافة 47.61 متر، مما جعله يسجل رقما قياسيا جديدا يضاف الى سجل هذه اللعبة الرياضية الباراولمبية والذي حتما سيقود الى فتح باب المنافسة الدولية فيها بين لاعبي رياضة رمي الرمح في كل انحاء العالم اصحاب الطموح من أجل المشاركة في البطولات الأولمبية في المستقبل في سعيهم على تكثيف حركاتهم التدريبية وتطوير برامجهم في ممارسة التدريب ومواصلته ليحققوا ارقاما افضل من هذا الرقم من اجل الفوز 0
إن قرار او إعلان لجنة تنظيم الألعاب الباراولمبية بعد ساعات بسحب الميدالية الذهبية من بيت صياح واقصاءه من المنافسة ، إنما يشكل خرقا فاضحا لقواعد وممارسات مختلف الألعاب الرياضية وعلى جميع المستويات وفي سوح كافة ممارساتها في العالم وفي الأقاليم وفي داخل البلدان ويغلق باب المنافسة ويزرع الخيفة في نفوس اللاعبين حاضرا ومستقبلا على اساس واهن وحجة غير مقبولة في اقصاء اللاعبين واستبعادهم عن حقوقهم في انجازات تساهم بشكل فاعل في تطوير اللعبة والنهوض بها نحو الأفضل وهذا ما حققه اللاعب الإيراني لهذه اللعبة قبل نفسه 0
وأن القول من ان اللاعب الإيراني قد خسر الرقم القياسي هو ابعد ما يكون عن الحقيقة التي تقضي بان العالم قد خسر هذا الرقم وخسر لاعبا افضل من غيره في هذه اللعبة وفق هذا الرقم بسبب حماقة اللجنة القائمة على هذه اللعبة وهي امامها فرصة تراجع فيها نفسها وقرارها وتعيد للاعب الإيراني ميداليته وتثبت الرقم القياسي الجديد الذي سجله 0