الرباط – قريش
دعا مشاركون في المنتدى الحواري لدار الشعر بمراكش، الى ضرورة إعادة النظر في علاقة الثقافي والإعلامي على ضوء العديد من التحولات التي شهدها العالم السنوات الأخيرة.
وسلط إعلاميون وشعراء خلال هذا اللقاء الذي احتضنته مراكش الأسبوع الماضي، الضوء على المحطات التاريخية الأساسية، والتي كانت فيها الثقافة تستمد قوتها من الإعلام، في ذروة ما شهده المغرب من حراك ثقافي وفني وبيانات وسجالات، وكان للقارئ دور كبير في ديمومة هذه العلاقة بل وإخصابها.
وشدد المشاركون، على ضرورة مراجعة هذه العلاقة على ضوء التحولات التي يشهدها العالم، وإحكام الدراسات والاستقصاءات السوسيولوجية في أفق إعادة حضور الثقافي ضمن أولويات المشهد الإعلامي.
وشكل حضور الشعر ومراكش المكان والأثر والذاكرة في الإعلام، محور مداخلات الشعراء والإعلاميين والباحثين المشاركين في المنتدى.
وتفاوتت مداخلات المشاركين في المنتدى : حفيظة الفارسي، والحسين الشعبي، ومحمد بلمو، وعبدالصمد الكباص، وحسن بنمنصور، ومصطفى غلمان ، بين أنماط الإعلام الموجه لطبيعة هذه العلاقة، بين العمل الإذاعي الذي ظل لصيقا بجمهور واسع من شريحة الجمهور، وإعلام آخر تفاوت (بين الحزبي والثقافي) لكنه ظل مرجعا أساسيا في بناء المغرب الثقافي، وانتهاء بالثورة التكنولوجية والتي أفضت الى «إعلام بديل» «غير موجه» ومحكوم ببنيات تداولية جديدة، من الإعلام الرقمي الى ثورة الذكاء الاصطناعي، أمست الثقافة ومن خلالها حضور الشعر والأمكنة والآداب والفنون، آخر مؤشر يمكنه أن يفتح آفاقا جديدة لعودة القراء.
وتقاطعت الرؤى في المنتدى الحواري، تبعا للمرجعيات التي بإمكانها أن تحدد ليس راهن العلاقة وماضيها بل كيف تنبني ضمن سياق مغربي عرف الكثير من التجاذبات في سياقات زمنية وتاريخية مختلفة. الرأي الذي يفترض أن الإعلام نفسه ليس إلا رديفا لمنظومة الثقافي الواسعة، وحتى بالعودة لتاريخ تألق الصحافة الوطنية وانفتاحها كفضاء يبني ثقافة مغربية متأصلة في الوجدان المغربي، بل استطاعت خلق جمهور مثقف واعي بحركة التاريخ حينها. في حين، يتجه رأي آخر الى ضرورة الوقوف عند هذا «الإسفاف» الذي أمسى يهيمن على بعض جوانب هذا المشهد، بل إن الصورة تحتاج لقراءة فلسفية ترتبط بالوجود وأثرنا فيه، وانشطارية الكائن.
لقد سعى المشاركون في المنتدى الحواري لدار الشعر بمراكش، وضمن ندوة تفاعلية ، الى إعادة قراءة وتحديد أثر هذه العلاقة اليوم على ضوء التحولات التي آل إليها الإعلام المغربي، في تقاطع مع التطورات التكنولوجيا الحديثة اليوم في العالم، وفي علاقة وطيدة أيضا بأسئلة الإنسان ووجوده.
اللقاء، الذي كان فرصة للتلاقي والحوار بين الشعراء أنفسهم والكتاب والمثقفين، والعائلة الإعلامية ، اعتبر محطة أولية في سلسلة من المبادرات الحوارية الجديدة لدار الشعر بمراكش، والتي يشكل الموسم الثامن فضاءها الأنسب، في سعي حثيث للإنصات للأسئلة والقضايا المركزية، التي تهم المشهد الشعري المغربي، في تقاطعه وحواريته مع جغرافيات شعرية عربية وكونية، ومع العديد من الفنون التعبيرية الحية والفنون الأدائية.
عذراً التعليقات مغلقة