د.فارس قائد الحداد
كاتب من اليمن
ان الحديث عن ثوره 26 سبتمبر و14 من اكتوبر المجيدتين لم يكن حديثا عابرا فحسب بل هو حديث عن تحول وطني كبير ساهم في نقل اليمن من عصور الظلم والجور والاستبداد الى عصر الحرية والسلام والديمقراطية والتعايش بين ابناء الوطن.
ولا شك اننا عندما نسمع ونقرأ بيان الجيش الصادر في عام 1962 الذي القاه محمد عبد الله الفسيل في اذاعه صنعاء “بسم الله وباسم الشعب تعلن قياده الجيش في العاصمه اليمنيه صنعاء سقوط الملكيه وقيام حكم الجمهوريه العربيه اليمنيه ابتداء من مساء خميس السادس والعشرين سبتمبر 1962 ذلك البيان التاريخي العظيم في تاريخ شعبنا الذي تجهش له العين وتدمع له القلب اثناء سماعه بحفاوه النصر وعظيم الانتصار لشعبنا نابعا من روح المعانات والظلم الذي اسقطه شعبنا استمر لعقود طويله بحق ملايين اليمنيين تجرع فيها شعبنا كل اصناف الظلم والاستبداد
انه تحول كبير رسم ملامحه وقاد طريقه واوقد شعلته الضباط الاحرار من ابناء المؤسسة العسكرية والامنية اليمنية و الجيش اليمني ومعهم ابناء الوطن ونخبه
الحافل بالنضال والتضحيات الجسيمه لابناء شعبنا ومؤسستنا العسكريه والامنيه وهذا ما يؤكد حجم الارتباط الوثيق لشعبنا اليمني بهذه الثوره الخالده بنضالاته ووقوفه المستمر امام التحديات والمخاطر الجسيمه التي ارادت ان تعيق مسيره قيام الجمهوريه واعاقه مسيره بناء الثوره من اول حكومه للجمهوريه في العاصمه صنعاء الى اخر حكومه الجمهوريه لنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح تلك التحديات التي واجهت مسيره الثوره لم تكن عابره بقدر ما كانت مخطط لها.
التحولات الوطنية الكبرى
لم تكن الثوره اليمنية 26 سبتمبر , 14 اكتوبر المجيدتين ثورة عادية بقدر ما هي ثورة بناء ونهضة.استطاعت ان تنقل الوطن ارضا وانسانا من عصر الملكية وخرافة الولاية الرجعيه الى عصر الجمهورية والتعددية والحرية ,من عصور الظلم الى عصور الحرية والانسانية والعدالة ,من عصر الجهل التجهيل الى عصر العلم والتنوير والثقافه ومن عصر الخرافات الى عصر النور واالعلم والمعرفه استطاعت ان تحقق الكثير والكثير من الانجازات لهذا الشعب وفي طليعتها تحقيق وقيام مسار الجمهوريه في بلد اتصف بحكم الفرد الاماميه لعقود من الزمن اضافة الى التحولات الوطنية الكبرى منها انها شكلت امتداد لقيام ثوره الرابع عشر من اكتوبر 1963 في الجنوب مرورا بتحقيق الوحدة اليمنيه عام 1990 اضافه الى تحقيق الديمقراطية والتعدديه السياسيه وحريه الراي والتعبير وغيرها من التحولات الوطنيه الكبرى التنمويه والسياسيه والاقتصاديه والعسكريه.
التي حدثت تحت مظلة الثورة اليمنية الواحدة 26 سبتمبر و14 من اكتوبر المجيدتين على يد رجال وابطال الجمهوريه والثوره الذين حملوا رايه الوطن من اول حكومه للجمهوريه الى اخر حكومه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عفاش الحميري عليه السلام وعلى الرغم من مرور 62 عاما من عمر الثوره اليمنيه على انها استطعت ان تصمد في وجه الاعاصير والتحديات وحملات الاساءه والتشويه والتقليل من شانها ومن شان انصارها ورموزها الابطال ومحاولات اظهارها بمظهر الفشل وانها لم تحقق شيء لهذا الشعب والوطن من تلك القوى الاسلامويه الرجعيه فيما بعد الجمهوريه والى الان
هي وحدها المسؤولة التي تقف وراء عملية اعاقة مسيره بناء الوطن ارضا وانسانا وما احداث ما يسمى بالربيع عام 2011 والثورات المضاده وشعارات الموت واسقاط النظام الزائفه خير دليل على حجم تلك المؤامره التي ارادت اسقاط الثوره والنظام الجمهوري ومع ذلك استطاعت ثورة 26 سبتمبر, 14 اكتوبر والجمهورية وانصارها وابطالها ومحبيها في قرى وسهول وجبال ومناطق ومحافظات الجمهوريه اليمنية الصمود في وجه تلك المؤامرات والتحديات والثبات الى هذا اليوم وستظل تلك الثوره المستمره التي لن تنطفئ في ارواح وقلوب الملايين من ابناء امتنا وشعبنا مدنيين وعسكريين وامنيين جيلا بعد جيل الى يوم القيامه.
باحث في الصحافة والقانون الدولي _الجمهورية اليمنية
عذراً التعليقات مغلقة