بقلم المراقب السياسي
واشنطن
انتهت اللعبة الاستعراضية “المباشرة” بين إيران وإسرائيل، وبقيت حلقات اللعب الثانوي وبالنيابة بين “وكلاء” ايران في المنطقة وإسرائيل.
الضربة الإسرائيلية منضبطة وقد اخذت إيران علماً بموعدها وأهدافها مسبقاً لتقليل الخسائر ولكي تكون رسالة عدم تصعيد من إسرائيل الى ايران كما نقلت وول جورنال ستريت عن مسؤول امريكي نهار السبت 26 أكتوبر، لذلك بات الميدان واضح المعالم بعد ان عرفت كل من إسرائيل وايران حدودهما في المواجهات، وانّ اقتسام النفوذ في المنطقة بينهما سيخضع لاستعراضات القوة التي شهدناها منذ مطلع أكتوبر وحتى اليوم.
اللافت بل لعله منظر طبيعي هو انه في الوقت الذي كانت إسرائيل تبلغ فيه عبر وزير الخارجية الهولندي وسواه “عدوها” اللدود ايران بموعد الهجوم واتجاهاته منعاً لخسائر بشرية تقع من دون قصد وقد تقود لتوسيع الحرب، كانت الضربات الإسرائيلية قد حصدت ما لا يقل عن مائة وثمانين فلسطينياً أعزل في شمال قطاع غزة بينهم اثنا عشر شخصاً جائعاً مصطفاً في طابور انتظار المساعدات التي تصل بصورة شحيحة الى المناطق المنكوبة. فلا أحد يبلغ الفلسطينيين بموعد القصف وأهدافه، فالجميع في قطاع غزة المستباح يصبح هدفا مشروعا للجيش الإسرائيلي بحسب توقيتاته وتقديراته الاستخبارية الخاصة، ولأنّ ذراع الأهالي في قطاع غزة ليست طويلة كالذراع الإيرانية ذات الصواريخ فرط صوتية او من خلال الصواريخ الممنوحة لحزب الله في جنوب لبنان.
ايران كانت اكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة قد قالت علناً أو تلميحاً انّ مصير لبنان يخضع لإرادتها، أي انَّ أي حل سياسي لوقف الحرب هو مفاوضات بين ايران وإسرائيل حتى لو كان هناك مفاوض ” لبناني” الاسم والعنوان على الطاولات. ويبدو جليا انَّ إسرائيل تدرك هذه الحقيقة لذلك تسعى لتدمير أكبر قدر ممكن من قدرات حزب الله لكي لا تكون ايران في موقف تفاوضي قوي.
لن يكون هناك رد إيراني على الضربات الإسرائيلية، لأنها لم تمس الثالوث المقدس، وهو المفاعلات النووية القريبة من صنع القنبلة المحظورة والصناعات البتروكيمياوية النفطية عصب المال والتمويل، والعمامة السوداء رمز تسويق لعبة خداع الموالين لها في المنطقة.