عبدالحميد جماهري
شاعر وكاتب من المغرب
1- الأكثر رومانسية في الموت
أتدري ما هو الشيء الأكثر رومانسية في الموت..يا عزيزي؟
-هو أن يوحي لك رحيلك
بفكرة جارحة
أن تؤذي كلّ مَن تحب
وتؤلمه
حتى تجعله حاقدا عليك…
هكذا حين يأتي الموت
لا يتألم لموتك..
وتنجح خطتك. وانت تبتسم في الاعالي:
الالم الذي سبق الموت
بسببك…
سيحمي أحبتك من الألم
الذي جاء بعده
من اجلك !
—–
الموتى الذين ألفوا الهروب منا
إلى الغياب
يعودون إلى أماكنهم…
بعد أن ننادي عليهم بأسمائهم!
2- صار العالم يؤلمنا جميعا..
مرت سنة…وما زال النّداء قائما
يا قادة العالم خذوا الأرض
واقسموها بأخوة بينكم
اتركوا الرمانة تنضج
والسفرجل يعود إلى شحوبه القمري.
والعسل موزعا بعدل بين الشيوخ والأطفال
يا قادة العالم تقول الأرض
خذوني وأنا نائمة في السحاب
وأنا بين أحضان المد والجزر..
وبُحيرة في خيال الشعراء
اتركوا لي أولادكم لأرضعهم هواء نقيا
وأغطِّيهم بقمر لم تصبه الغازات
وعلى الحشائش أفرش لهم عمرا أخضرا
“خضراء أنا خضراء
كتفاحة في الضوء والماء”
لا أحد يغازلني منذ اكتشاف البخار
وآبار النفط
والشيكات
لا أحد يحب أن يراني في فصولي الأربعة
كسمفونية فيفالدي ألحق بكم في الأحلام…
الغابات التي كانت لي
أخذها التجار وباعة الذهب والمحتالون
والأنهار خزنتها المصانع في عبوات ناشفة!
وفي كل كبسولة هواء
صار العالم يؤلمنا جميعا..
يا ألم الأرض
وحدهم الفقراء يتألمون
وحيدين في النسيان..
يا ألمَ الأرض، من يتحدث عنك بعد القيامة؟
من ؟
أنا لو كان بِودي
لطَويْت الأرض على ذراعي
كما أفعل بقميص صيفي
وأتجول مع وحدي في الشفق القطبي..
لو كان بودي
لزرعت الرمان في عيون الأيائل كي يحفظها الله من توازن الرعب بين العواصم
لكن ليس بودي أن أرث الأرض..
ليس بودي أن أكون من الأحياء الشهود بعد القيامة
أنا أرثي لأرض وهي ما زالت تقاوم ..
من أجلي
من أجلنا
من أجل الحياة..
قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب