أ.د. أحمد محمد القزعل
كاتب من سوريا
الأمن النّفسيّ هو حالة من الطمأنينة والثّقة بالنفس والاستقرار النّفسيّ الّتي يشعر بها الفرد نتيجة لشعوره بالأمان والحماية والقدرة على مواجهة تحدّيات الحياة والتكيف مع الضغوطات النّفسيّة والتغلّب عليها دون خوف أو قلق مفرط…
ومن أسس الأمن النّفسيّ الثقة بالنفس والقدرة على الاعتقاد بقدرات الفرد وإمكاناته والشّعور بالأمان الماليّ وعدم القلق بشأن الاحتياجات الأساسيّة، والحصول على الدّعم العاطفيّ والمعنويّ من الأصدقاء والعائلة والمجتمع والقدرة على تحقيق التّوازن بين المسؤوليّات المهنيّة والشّخصيّة.
ومن مقوّمات الأمن النّفسيّ قبول الفرد لنفسه بما فيها من نقاط القوّة والضّعف و القدرة على التّعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح والاستماع للآخرين والقدرة على التكيّف مع التّغيرات والصدمات النّفسيّة و فهم مشاعر الآخرين والتّفاعل معها بشكل مناسب وتنظيم الوقت والأولويّات والتحكم في الانفعالات وتطوير مهارات التّفكير النّقديّ والإبداعيّ لإيجاد حلول للتحديات مع أهمّيّة الحفاظ على نظرة إيجابيّة تجاه الحياة والمستقبل.
ومن أجل تحقيق الأمن والسّكّينة للنّفس الإنسانيّة دعا الإسلام إلى الألفة والمحبّة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومما لا شك أن في القرآن الكريم طاقة روحيّة هائلة ذات تأثير بالغ الشأن في النّفس الإنسانيّة، فهو يهز الوجدان ويوقظ الإدراك والتّفكير ويحقّق الأمن النّفسيّ والسكينة والطمأنينة والسّلام الرّوحيّ، فلا سعادة بلا سكّينة نفس، ولا سكّينة نفس بغير إيمان بالله عزّ وجلّ، ولقد بيّن القرآن الكريم ما يحدثه الإيمان من أمن وطمأنينة في نفس المؤمن، فقال تعالى:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
وكم من إنسان استولى عليه الخوف فآنس نفسه بآيات القرآن الكريم فوجدها نعم الأنيس، وكم من إنسان ثقلت عليه الهموم فتوضّأ فأخذ المصحف يتلو به ويتفكّر فذهب ما كان به من هم كأنّما نشط من عِقال!، ولا يفوتنا أن الإيمان العميق بالله تبارك وتعالى والتّوكل على الله من ركائز الأمن النّفسيّ في الدّين الإسلاميّ، فالعبد إذا قدم كل ما يستطيع من جهد وبذل ما يقدر أن يبذله من أسباب، فإنّه لا يبقى له إلّا أن يفزع إلى ربّه ويطمئن إليه.
حقيقة فإنّ الشّعور بالأمن النّفسيّ هو جزء أساسيّ من الصّحة العامّة والرّفاهية النّفسيّة، ويمكن تحقيقه من خلال الاهتمام بالعوامل الداخليّة والخارجيّة الّتي تؤثرعلى الحالة النّفسيّة للفرد.