حميدة الحليوي مديرة المعهد الموسيقى بالقيروان ونجاح تظاهرة “المتاحف تغني” :
تعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الناشئة
شمس الدين العوني
عرفت حميدة الحليوي أصيلة مدينة القيروان بأنشطتها و مسؤولياتها الثقافية و الموسيقية المتعددة فضلا عن مشاركاتها العديدة في برامج وأنشطة ذات صلة، و في هذا السياق كانت اسهاماتها المميزة كمديرة للمعهد الجهوي للموسيقى بالقيروان التابع لوزارة الشؤون الثقافية لفترة حوالي ربع قرن حيث انتظمت تظاهرة “المتاحف تغني” انطلاقا من يوم 26 اكتوبر 2024 و التي كان اختتامها مساء السبت 02 نوفمبر 2024 بالمتحف الأثري بسوسة..و عن تجربتها تقول السيدة حميدة الحليوي “… درست بالمعهد العالي للموسيقى بتونس الدفعة الثانية و اشتغلت بالتدريس بالمعاهد الثانوية 13 سنة و تولت ادارة نعهد الموسيقى مع الحاق في القيروان حيث تم تكوين التلاميذ و تخريج أساتذة و ترأست مهرجان المدينة (2008-2011) حيث كان هناك حدث مهم و هو ” القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية ” كما عملت على تشريك المعهد في هذه التظاهرة كما ترأست جمعية مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان الى جانب ادارة فرع الرشيدية بالقيروان و كوننا فرقة مميزة بالقيروان حيث قدمنا عروضا منها بالرشيدية في تونس و تنوعت أنشطتي و مشاركاتي في هذا المجال بتونس و خارجها وصولا الى هذه التظاهرة المميزة ” المتاحف تغني ” بدعم من وزارة الشؤون الثقافية و مندوبية الثقافة و هي فعاليات لتحريك المجال السياحي و تنشيط المدينة ضمن التعاون بين ادارة الموسيقى و ادارات المتاحف و معاهد الموسيقى ضمن سياقات برامج “أكتوبر الموسيقي ” و كانت العروض متميزة و كذلك العرض الاختتامي الذي تميز بنجاحه …”
و بالنسبة لفعاليات اختتام تظاهرة “المتاحف تغنّي” بالمتحف الأثري بسوسة مساء السبت 02 نوفمبر 2024 و التي تنظّمها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث والإدارة العامة للتراث، وإدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية، والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية “…جاء الحفل تتويجاً لجهود تسلّط الضوء على أصالة التراث الموسيقي التونسي وتنوعه، تفاعل مع الأجيال الشابة داخل أسوار المتاحف، عبر مشهد موسيقي رائع جمع بين عبق الماضي وإبداع الحاضر.كان ذلك بحضور السيدة ربيعة بالفقيرة، المديرة العامة المكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة ليليا الورفلي، مديرة إدارة الموسيقى والرقص بوزارة الشؤون الثقافية، و السيدة هاجر الكريمي مديرة المتاحف، والسيدة جليلة عجبوني، المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة والسيد شكري التليلي،المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير والسيد محمد رضا دربال،المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمهدية والسيد عماد المديوني، المندوب الجهوي للشؤون الثقافبة بالقيروان والسيد طارق عبودة، الممثل الجهوي للوكالة عن جهة الساحل، وعدد من إطارات الوكالة والمؤسسات الثقافية المشاركة في التظيم.
في أرجاء متحف سوسة الكبير كان التقاء المبدعين من مختلف المعاهد العمومية بولايات سوسة، المهدية، المنستير، والقيروان ما أضفى على المكان أجواء استثنائية، حيث تحوّل الفضاء إلى سمفونية حيّة تحكي قصص التاريخ العريق.
جسّدت هذه اللقاءات الفنية حكايات أثرية تعود لقرون، لتتداخل الألحان مع أصالة القطع المعروضة، وتروي من خلالها عبق الماضي ورونق التراث. كل جزء من المتحف استعاد نبض الحياة بفضل إبداعات شبابية جمعت بين الحداثة وروح التراث، في مشهد ثقافي يوحّد الزمان والمكان، ويعبر عن شغف أبناء تونس بحماية هويتهم وتراثهم الغني. وذلك بقيادة ثلّة من خيرة أساتذة الموسيقى بجهة الساحل والوسط ،وهم السيّد سامي الزهاني والسيّد ناصر العفريت والسيّد انيس بسباس.قدم التلاميذ المشاركون وصلات غنائية ثرية من تراث السّاحل والوسط، جسّدوا من خلالها سحر ولاياتهم وما يميّزها، مما أخذ الجمهور في رحلة ثقافية عبر الولايات الأربع. فتحوّل المتحف إلى مسرح مفتوح يعانق أصالة التراث بروح معاصرة.المتحف الأثري بسوسة يضم ثاني أكبر مجموعة من الفسيفساء في تونس بعد متحف باردو، أغلبها من مقاطعة البيزاكيوم الساحلية، وتمتد من العهد الروماني إلى البيزنطي. تشمل اللوحات مشاهد أسطورية وشخصيات خرافية ومواضيع من الحياة اليومية. بالإضافة إلى الفسيفساء، يحتوي المتحف على أعمال نحت رخامية من العهد الإمبراطوري الروماني وأثاث جنائزي فريد من الحقبتين الفينيقية والبونية، مما يجعل التجول بين أروقته تجربة تأملية تغوص في عمق تاريخ المدينة وتأثيرها في محيطها المتوسطي. فلا تفوّتوا فرصة زيارته. تظاهرة “المتاحف تغني” تأتي بتنظيم من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بهدف الترويج للمتاحف عبر الموسيقى وتعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الناشئة. وتسعى الوكالة بشكل مستمر لإقامة مثل هذه الفعاليات داخل المتاحف والمواقع الأثرية، إيماناً منها بأهمية دمج الفنون مع التاريخ لإحياء التراث وتقديمه بطريقة مبتكرة وجاذبة تسهم في نشر الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية..
الفعاليات و فكرة نشاطها كانت من خلال لقاء حيث أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصّرارفي، يوم الجمعة 18 اكتوبر 2024، على جلسة عمل مع مديري المعاهد الجهوية والعمومية للموسيقى والرقص بمختلف ولايات الجمهورية التونسية للاستماع إلى مشاغلهم ومتابعة سير عملهم وللوقوف على أبرز الإشكاليات العقارية والمالية واللوجيستية العالقة وللتباحث حول سبل حلّها، بحضور مراقبة المصاريف العمومية السيدة منية الاديب، بالإضافة إلى عدد من اطارات الوزارة…”.
فعاليات متنوعة مثلت مناسبة للتعرف على أنشطة و ابداعات عدد من المعاهد الموسيقية باالجهات و في هذا السياق تندرج جهود و أنشطة الأستاذة حميدة الحليوي و التي تحملت سابقا مسؤولية رئاسة جمعية مهرجان ربيع الفنون الدولي بالقيروان و ربيع الفنون..من الفعاليات العربية البارزة بتونس.. مجال شاسع للفنون و الابداعات..من دوراته الأولى قبل سنوات و صولات الشعراء نزار قباني و سعدي يوسف و أدونيس و أمجد ناصر و هارون هاشم الرشيد و شعراء تونس طبعا…..و غيرهم ..و جولات الفنانين منهم عزت العلايلي و سميحة أيوب..و غيرهم ..تشكيليون و ممثلون و مخرجون و مسرحيون و نقاد و اعلاميون…تذكرهم الآن القيروان بأزقتها و حوانيتها وابواب مدينتها و أهلها الطيبين ..هكذا شهدت مدينة القيروان انتظام فعاليات الدورة 23 لمهرجان ربيع الفنون بالقيروان بإدارة السيدة حميدة الحليوي المنتظمة لعديد المحطات الثقافية والفنية المتنوعة.ضمن عنوان لافت هو ” القيروان ذاكرة الفنون “.فعاليات دورة تمت عدد من الفضاءات كبيت الشعر و المركب الثقافي و قاعة العروض الكبرى و فسقية الأغالبة و ساحة الفنون …و ذلك بدعم من مندوبية الجهة للثقافة و ضمن تظاهرات وزارة الثقافة مدن الفنون..
اختتام تظاهرة “المتاحف تغني” بمتحف مدينة سوسة التي نظمتها وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث والادارة العامة للتراث وإدارة الموسيقى والرقص والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات التي انطلقت يوم 26 اكتوبر 2024 واختتمت يوم 2 نوفمبر 2024 .