د.فارس قائد الحداد
ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة «بريكس» المنعقدة في مدينة قازان الروسية، وبيدة ورقة نقدية رمزية تحاكي عملة المجموعة بركس تتضمّن رسوماً تشير إلى العمل المشترك في إطار المجموعة وترمز الورقة النقدية التي تحمل أعلام البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى الطموحات الجماعية لهذه الدول، في إطار استكشاف بدائل للدولار الأميركي في المعاملات عبر الحدود.
ويسلط هذا التطور الضوء على الجهود المتزايدة داخل مجموعة «بريكس» لإنشاء نظام اقتصادي أكثر استقلالية، وأقل اعتماداً على الهياكل المالية الغربية نظام سويفت في حين كشفت المجموعة عن انضمام
السعودية، الإمارات، مصر، إثيوبيا، وذلك اعتباراً من 1 يناير 2024. بالإضافة إلى انضمام دول أخرى وما زال الباب مفتوح أمام دول كثيرة من العالم للانضمام لها بكل تاكيد أن سياسة تاسيس المجموعة يهدف إلى تاسيس نظام مالي عالمي جديد متعدد الاقطاب إلى جانب الانظمة المالية سويفت الدولار واليوريو والجنيه الاسترليني لكن البركس أكثر استقلالية من تلك الانظمة المالية أما المبرر لتاسيس البركس أعتقد جاءتحت دوافع واسباب منها
السبب الأول السيطرة المالية ” الدولار”
على ألاسواق المالية العالمية، في التجارة بين دول العالم أو سيطرتها على الاحتياطات النقدية للدول في العالم كله، الأمر الذي اعطي الولايات المتحدة قوة اقتصادية تستطيع من خلالهااحكام قبضتها والسيطرة الاقتصادية فكانت تسطيع الاطاحة بأي اقتصاد منافس باستخدام الدولار والعقوبات الاقتصادية، وتجميد أصول الدول من الدولار، مثلما فعلته مع العراق و ليبيا وروسيا التي جمدت أمريكا أصولا مالية لها تقدر بـ400 مليار دولار بعد الحرب مع أوكرانيا
السبب الثاني: اعلان الدولار عن نفسه رفع سعر الفائدة بين الحين والاخر الأمر الذي ادى إلى هزات اقتصادية في الدول النامية وضعف عملتها المحلية أمام الدولار وهنا تهافت كثير من الشعوب والدول للانضمام لتجمع البريكس للبحث عن فائدة اقتصاديه ورخاء وتنمية واستقرار اقتصادي لشعوبها.
السبب الثالث: السياسة المالية لصندوق النقد والبنك الدولي القائم على القرض مقابل الفائدة الكبيرة له وقلة الفائدة أمام الدول المقترضه مما اغرق الشعوب أو الدول في ميدونية دون فائدة اضافة التدخل الغربي في سياسته وصلاحيته وانحرافه عن اهدافه مما تحول إلى سلاح اقتصادي إلى جانب الدولار
ما جاء على لسان الرئيس الروسي بأن السياسة الاقتصادية الغربية الطائشة التي ليس لها مبرر والتي فرضت على روسيا هي السبب التي عجلت من تزايد وتيرة نجاحها إلى النهاية وعززت من رغبة الكثير من الدول للانضمام لها مقابل فوائد اقتصاديه كثيرة وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه حين قال إن دول مجموعة بريكس بصدد الكشف عن عملتها النقديه الموحدة لكن لن يتم تطبيقها خلال القريب نظرا لأن هناك مفاوضات بين دول مجموعه البريكس على الانتهاء على توحيد الإطار القانوني في المقام الأول بعدما أعلنت مجموعة بريكس توسيع عضويتها بالموافقة على انضمام 10 “دول شريكة” جديدة في البيان الختامي للقمة في قازان.
كما جاء اقتراح الرئيس الروسي بوتين بتدشين منصة مالية جديدة للمجموعة هدفها معالجة التضخم وزيادة الأسعار ودعم الاقتصاد الوطني لكل دولة من دول تجمع بريكس وتأمين المواد للدول كما اكد أن هناك سعي حثيث للمجموعة لتوحيد تعاملاتها المالية أو العمل بالعملة المحلية في اطار عملة البريكس والتخلي عن العملات الاخرى في التعاملات البينية بينهما وكأنه أراد أن يقول أن عصر المالية ذات القطب الواحد لا يمكن أن تحتكر السوق المالي لوحدها ولا بد له من تاسيس انظمة ماليه تنافسية بحيث تكون مفيدة للدول والشعوب وتصبح العملة الصعبة كالدولار واليوريو والجنيه والبركس الجديدة أيا كانت سهله للوصول لها بيد المواطن في كل دول العالم على حد تعبيرة.
خبراء يؤكدون بأن الانضمام للمجموعة سيحقق نتائج اقتصادية وتنموية ملموسة في شعوب دول المجموعة وهو الامر الذي دفع بمصر العربية الأكثر حظاً وفائدة من انضامها فعلا بالإضافة إلى دول الخليج العربية التي أيضاً ستحقق نتائج ايجابية
على كل حال أن بروز النظام المالي البريكس ليس أول نظام مالي يحدث بل سبقة تاسيس انظمة ماليه قائمة إلى اليوم كسويفت المالي بمشتاقته من حليب الدولار وطحين الاسترليني وعصير اليورو وبعضها الآخر تعثر بشكل محدود وجزئي بفعل السياسة الانتحاريه الهجينه الغير مدروسة لكنه سيعود تاسيسه فعلا كالنظام المالي الليبي الافريقي الموحد الذي أراد تأسيسه الوالد الرئيس الليبي الشهيد معمر القذافي ويضم ليبيا ودول افريقيا وسيتحقق لا محاله ما دام رجال وحرائر الفاتح من سبتمبر المجيدة في الجماهيرية احياء ويولدون بروح جماهيرية الشهيد المختار والرئيس القذافي إضافة إلى أن هناك انظمة ماليه برزت عربياً كالنظام المالي لدولة الامارات العربية المتحدة القائم على النظام المالي الرقمي وهذا تجربة مالية جديدة وايجابية فالعالم اليوم يتجه نحو تأسيس النظام المالي الرقمي هو الآخر والتخلي عن العملة الورقيه المحلية لكن يجب مراقبتها بعناية قانونيه تامة وبالتالي لا نستبعد أيضا تاسيس انظمة ماليه أخرى اقليمية أو دوليه إلى جانب البريكس والدولار واليوريو والجنيه في اجواء مالية تنافسية مشروعة فلماذا الخوف الغربي من البريكس او غيره ولماذا التحريض الاعلامي عليه للأسف يطلع لك محلل اقتصادي بهذه الصحيفة أو تلك أو القناة هذه أو تلك وهو “قفل غثيمي” باللهجة اليمنية لا يفهم شي بالاقتصاد ويحرض على هذا النظام المالي البريكس بانه ضد ذاك ويتحدث عن مخاطرة على هذا وذاك وانه نظام مالي يخدم هذا أو ذاك الاسرائيلي والامريكي والاوروبي ما عاد ناقص الا يقول أنه ما يخدم ابوه وللاسف بلغة خاليه من المنطق السليم تحريضية فجه يكذب بها على نفسه ومن يقع على شاكلته.
كل هذه الحملة والضجة المسعورة ضد البريكس بهدف ايجاد مشكلة وتأليب الغرب عليه وعندما نقراءه في الغرب والشرق والشرق الاوسط والادنى من زاوية اقتصاديه عميقة نجد أنه لا يستهدف احد بقدر ما يكون له تأثير إيجابي لصالح الشعوب الناميه والمتقدمة ككل .
بكل تاكيد أن عصر المركزيه الماليه والسياسية الدولية أو حتى الوطنية داخل الشعوب نفسها انتهت والعالم يتجه اليوم نحو إلا مركزيه الماليه أو السياسية على المستوى العالمي والمحلي لدى الشعوب ،تأسيس مثل هذا الانظمة الماليه يفترض احترامها فهي ليست ضد أحد او بيد أحد أو حكراً على أحد ويجب تشجيعها .
باحث يمني في الصحافة والقانون الدولي*