بقلم المراقب السياسي
واشنطن
ستراتيجية مشتركة حكمت خطط نظامي خامنئي وبشار الأسد في العقدين الاخيرين، وهي اغراق الدول المحيطة بالأزمات والمشاكل والاضطرابات ومن ثمّ قطف النتائج الحصرية لهما والمتاجرة بدماء الشعوب الاخرى.
هكذا تصرف بشار الأسد وقاسم سليماني في تصدير السيارات المفخخة والموت الى المدنيين العراقيين في الشوارع والأسواق والكنائس والمدارس والجوامع، لكي يفشل العراق في الانتقال الى دولة مستقرة، يمكن أن تفيد من التعاون مع الولايات المتحدة والغرب.
بعد سقوط نظام بشار الأسد وانتهاء الوجود العسكري الايراني من سوريا مع الاذرع المليشياتية العراقية والأفغانية والباكستانية،بدأت ايران تستعيد خطة تصدير الخراب الى سوريا لخلط الأوراق وصنع نقمة بين الناس حين يجدون عودة المفخخات والتفجيرات الى الأسواق. وسيلة إيران في تحقيق ذلك الهدف هي بقايا المجرمين الفارين من ضباط المخابرات والأمن لبشار الأسد الذين لجأوا اليها أو وصلوا الى العراق ومعهم أموال طائلة ، وفي حماية الحشد الشعبي. والوسيلة الثانية المليشيات الشيعية بالعراق وما يمكن أن تقوم به من اختراقات للحدود السورية أو الوصول الى مدن بالعمق مع عودة المسافرين بين البلدين في الأيام المقبلة.
كما سيتم اعادة تشغيل الخلايا النائمة والاصابع المتسللة لحزب الله من لبنان الى اداخل السوري ، لاسيما ان عددا من ضباط المخابرات الفارين لايزالون في حماية حزب الله بالضاحية الجنوبية والبقاع.
وستقوم ايران بترجمة اتهامات مرشدها الاعلى في ان الثورة السورية هي مؤامرة امريكية اسرائيلية، فتبرر اطلاق صواريخ بعيدة المدى ضد المدن السورية في فترات مقبلة بحجة منع التآمر لضرب ايران. وهنا ستنزلق ايران الى مرمى الخطر الاكيد الذي ستكون فيه ، ولن يترك الرئيس الامريكي ترامب اي سلوك ايراني مارق من دون رد صاعق قد يصل الى حد الحرب الماحقة من الجو.
لنتذكر أولى أيام حرب احتلال العراق 2003، كيف فتح بشار حدود سوريا لعبور جميع أنواع التنظيمات للقتال العشوائي والتفجير داخل العراق وقتل المدنيين من اجل تأخير إعادة الحياة الطبيعية في العراق.
إنهم في الحرس الثوري واطلاعات وفلول بشار الهاربين سيقومون بالسير بنفس المسار من اجل ضرب العمق السوري في العهد الجديد الذي يعيد الوجه الاموي المشرق والحضاري لدمشق ويقطع دابر الظلاميات الإيرانية وأذنابها.
ايران تأكدت انّ مشروعها التوسعي في الرمق الأخير، بسبب اختراقات وضعف مليشياتها في العراق وسقوط ساحته وعملائها في سوريا ونهاية حزب الله اللبناني.
ايران تخطط ومنهمكة للخروج من الصدمة الكبرى في خسارة سوريا ،ولعلها لا تدري انّ الخرق في العراق كبير من الرأس للقدم وانّ الخطة الاكبر لكسر المحور الايراني دخلت حيز التنفيذ وستكون في اوجها بعد دخول ترامب البيت الابيض.