الحكيم وقاسم والشيوعي وصدام

آخر تحديث : الأحد 15 ديسمبر 2024 - 11:41 صباحًا
الحكيم وقاسم والشيوعي وصدام

فخر الأرث الجهادي

سلام محمد العبودي

العلم ثروة واجبٌ تنميتها, وهو أمر ليس بالعمل السهل, ولا يتيسر لكل إنسان, لا سيما إذا كان الهدف منه, نشر الوعي لدى المجتمع, في مجتمع تكتنفه الأفكار المشوشة..

ما بين الجهل وحكم طاغية, لا يراد للعلم الإلهي أن ينتشر, كي يبقى الحاكم مسيطراً, يعمد لتجهيل المجتمع.. وهكذا مر العراق بسلسلة من الأحداث القاتلة, بين احتلالات متعاقبة, وحكومات تقود بالاضطهاد والتفقير, ليعيش الشعب بين شظف العيش, والخوف من الحكام و جلاوزتهم.

يُعَدُ تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته؛ ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة لها بناتها, والجهاد دون علم, كزرع فلاح بجهل, كيفية التعامل لحصادٍ نوعية فُضلى, كان العراق مجتمع يستقطب, كافة الأفكار المستوردة, أو ما يروج له, من أرث سياسي هجين, بين الكفر والقومية بغلاف وطني, ولإصلاح ذلك يحتاج لمنظومة, علماء حقيقية رصينة؛ قادرة على خلق أرث, يستحق الفخر به يبقى خالداً, من تنمية المجمع.

انبرت المدرسة العلمية الدينية, في النجف الأشرف, التي أنجبت عقولاً واعية, زمن زعامة السيد محسن الحكيم, للأفكار الشيوعية التي بدأت بالظهور, في صفوف الشباب العراقي, ظاهرها وطني شمولي, ومن أجل تحسين الوضع الاقتصادي, مستهدفة طبقتي العمال والفلاحين, تحت شعار (( وطن حر وشعب سعيد)) لتبدأ ببث سموم الفكر, الذي الساعي لتفكيك, التماسك الأخلاقي, كي تتغلغل بإفساد المجتمع, فأصدر فتوى مختصرة, وهي (( الشيوعية كفر وإلحاد)).

مرحلة تسنم السيد محسن الحكيم, ولدت حركات سياسية أخرى, منها حزب البعث, المضاد لكل الأحزاب, من أجل السيطرة على الحكم, وباختصار فقد قام البعثيون, بالقضاء على حكم عبد الكريم قاسم, الداعم للحزب الشيوعي, ليبدأ عصر الصراع بين, الحركات القومية, إلى أن وصلت لحكم, وصف بأكبر حكم طاغوتي, برئاسة صدام حسين الذي, استهدف كل معارض له, تارة بالسجن وأخرى بالإعدام, وكان هدفه الأول رجال الحوزة العلمية, فأقدم على اعدام واغتيال, 63 من عائلة زعيم الحوزة, مِن أجل إرهاب كل من يتصدى, لتوعية الشعب وكبتهم, حتى لا يكاد أن بفكر أحدهم, بالمطالبة بحرية الرأي, والعدل بين صفوف المجتمع العراقي. 

لخطورة ما مر به العراق, ولد فِكر الشباب والثورة, ضد الظلم على يد مجموعة, وكان من أبرز رجالات ذلك الفِكر, السيد محمد باقر الحكيم, الذي أسس لحركة سياسية, نابعة من الفكر الاسلامي, ولم تجدي محاولات الطاغوت البعثي, بالرغم من توغله, في الانتقام والاجرام, بحق هذه العائلة المُعلنة للجهاد, ونشر الوعي الجهادي, في صفوف الشعب العراقي الواعي, لخطورة المرحلة.

اضطرت عائلة الحكيم, للهجرة من العراق لتستقر, في جمهورية إيران الإسلامية, الحاضن الوحيد في المنطقة, لعزوف كل الأنظمة العربية بقبولهم, لاتفاق الطاغية مع كل الأنظمة, بإعادة من يلجأ إلى أي دولة عربية؛ ليبدأ طريق العلماء, بمرحلة الجهاد المسلح, ضد الحكم المستبد في العراق, وتنمية عملية القضاء, على النظام الذي بلغ حداً, لا يمكن السكوت عنه, بحق كل العراقيين

تعرض العراق لاحتلال جديد, عام 2003 ليسقط  أعتى طاغية, مر بتأريخ العراق وشعبه, بسبب سياسته الهوجاء, التي أدت للقضاء على الاقتصاد, والتبذير الثروة في الحروب, فقد فيها كل سندٍ له, في الوطن العربي, ليعود السيد محمد باقر الحكيم, إلى أرض الوطن, جاملا في جنباته, مشروع بناء دولة العراق الحديث, الأمر الذي لم يرق لقوى الظلام, فاغتيل قرب مرقد جده, صابراً محتسباً.

تلك صفحة عِلم خالدة, انطوت, ناصعة البياض واضحة المعالم, مكللة بالجهاد والإيثار والشهادة, ستبقى خالدة في صفحات التأريخ, وأرثاً ينير طريق الحرية, وعدم الرضوخ لكل الظلمة والطواغيت.

كاتب من تيار الحكمة بالعراق

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com